توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة الجديدة والإعلام وعين الاعتبار أمينة خيرى

  مصر اليوم -

الحكومة الجديدة والإعلام وعين الاعتبار أمينة خيرى

بقلم - أمينة خيري

ساعات قليلة وتنتهى عطلة العيد الطويلة.

العودة تأتى مفعمة بالإثارة التى لا تخلو من قلق. الحكومة الجديدة يتوقع أن يُعلن عن تشكيلها قريباً، والمواطن -حتى إن فقد الشغف بالتغيير بغرض التغيير- ينتظر أن تنعكس الحكومة الجديدة بشكل ما على حياته، وتحديداً مشكلاته.

ولا أخفيكم أن كثيرين هبطوا على أرض الواقع، وتخلوا عن الأمنيات الشاطحة والأحلام الناطحة، وذلك لصالح قائمة من المطالب، أو فلنقل التوقعات، البسيطة والمنطقية.المنطق يقول إنه فى أوقات الأزمات، يخفض الشخص العاقل من سقف التوقعات درءاً للإحباط. والعالم كله، والمنطقة العربية، ومربعنا «الذهبى» غارق فى مشكلات وأزمات ما أنزل الله بها من سلطان، ناهيك عن مشكلاتنا الداخلية التى فاقمت الأوضاع الإقليمية من حدتها.

بالطبع نتمنى التوفيق للحكومة الجديدة، حتى لو استمرت فيها وجوه من الحكومة المستقيلة، لكننا فى الوقت نفسه نأمل ألا نكتفى بأمنياتنا فقط من أجل تحقق التوفيق، بل تنظر بعين الاعتبار والاهتمام والأولوية للمشكلات التى تحيط بنا.

وأزيد إن من حق الطبقة المتوسطة، وليست القابعة عند قاعدة الهرم الاقتصادى فقط، أن يكون لها مطالب من منطلق الحقوق، وليس فقط أمنيات.

مطالب وتوقعات الطبقة المتوسطة، شأنها شأن باقى الطبقات، ليست «جِميل»، بل هى حقوق مستحقة. بالطبع «الفئات الأولى بالرعاية» وكما يبدو من صيغة التفضيل هى «أولى» بالرعاية لأسباب معروفة، لكن الطبقة المتوسطة تستحق رعاية أيضا، ولكن بأشكال مختلفة تبقيها على موقعها فى منتصف الهرم.

الاستمرار فى تفريغ منتصف الهرم، أى استمرار تآكل الطبقة المتوسطة، له أضرار بالغة على المجتمع كله.

المجتمع كله يعتمد على الإعلام بشكل أو بآخر.

والإعلام فيه التقليدى -الرصين سابقا- وفيه الجديد الذى تتنوع مكوناته بين تقليدى يستخدم المنصات التقنية الحديثة و«ما بعد الحداثى» غير واضح المعالم غير محدد السمات ولا يهدف إلا إلى صناعة التريند ولو على جثامين الجميع، وبين النوعين طيف واسع عريض من المحتوى الإعلامى الموجه للجماهير.

وما دمنا نتكلم عن الحكومة الجديدة، ونتطرق إلى المجتمع ونتناول دور الإعلام وأثره، فإنه يجب تذكر «عصر الجماهير الغفيرة» والقواعد الجديدة التى تؤثر فينا رغماً عنا. رحم الله العالم الجليل الدكتور جلال أمين الذى أبدع فى تشريح المجتمع المصرى مراراً وتكرارا، لا من منطلق التغيرات الاقتصادية فقط، وهى تخصصه الأصلى، ولكن من زوايا اجتماعية ونفسية وثقافية وتاريخية وجغرافية.

علينا استدعاء كتاب الدكتور جلال أمين «عصر الجماهير الغفيرة» والذى شرح فيه برشاقة وبساطة تحوله من عصر الأرستقراطية حيث يكون الفرد مميزاً ومفضلاً، إلى عصر الجماهير الغفيرة التى لا يمكن التمييز فيه بين فرد وآخر، ولا يمكن أن يحصل البعض على امتيازات لا يحصل عليها الآخرون.

يقول: «تحررت الجماهير الغفيرة. ربما لم نعد أسعد أو أرقى مما كنا عليه قبل 50 عاماً، لكن ما كان مقصوراً على القلة أصبح فى متناول كثيرين. وهذا هو الدفاع الحقيقى فيما يظهر عن التكنولوجيا الحديثة. من المشكوك فيه جداً أنها جعلتنا أكثر سعادة أو أكثر رقياً. إنها فقط جعلتنا «أكثر».

التكنولوجيا التى جعلتنا أكثر، جعلت كل منا إعلامياً. المنافسة حادة وعنيفة. والتريند يؤدى إلى الشهرة التى «تنفخ» الـ«إيجو» والمال الذى «ينفخ» الجيب. ما علاقة ذلك بالإعلام بالحكومة الجديدة بالتطلعات بالمطالب؟ علينا أن نعى أن الإعلام «الرصين» حتى لو كانت منصته «فيسبوك» أو «إكس» أو «إنستجرام» يقدم خدمة للمجتمع، يُعلِمه ويخبره ويستقصى الحقائق، ويطرح الموضوعات للنقاش ويمده بالخلفية والتحليل.. إلخ.

مفهوم بالطبع أن الإعلام «الرصين» لديه متطلبات مادية لتمكّنه من أن يأكل ويشرب ويسكن ويصرف رواتب.. إلخ، لكن أن يتحول من ألفه إلى يائه إلى إعلام تغطية جنازات وتسلل إلى المشرحة ومطاردة الفنانات وتصوير فستان هذه والخروج بعنوان سخيف مثل «إطلالة جريئة لفلانة» و«فستان يظهر مفاتن علانة» ودفع مشايخ ليتفوهوا بفتاوى عجيبة وغيرها ليناله من التريند جانب، فهذا أمر خطير على المجتمع، وآثاره مدمرة على الحكومة الجديدة والقديمة والمستقبلية.

الإعلام فى عصر الجماهير الغفيرة يحتاج إلى قدر وافر من الذكاء والحكمة والاستشراف، والأهم من كل ذلك شجاعة المواجهة.

كم فى المائة من الشباب والصغار فى الفئة العمرية من 12 إلى 35 عاماً مثلاً يلجأ إلى الإعلام «الرصين» ليحصل على معلومة؟ ولأن النسبة فى الأغلب متدنية جداً، حتى بين الفئات الأكبر سناً، نطرح السؤال التالى: تحول بعض المنصات الإعلامية «الرصينة» لمنافسة «غير الرصينة» لمزاحمتها فى التريند، هل حقق لها ما أرادت من أرباح؟ هل حققت لها نسبة مشاهدة ومتابعة أعلى؟ وما أثر ذلك على المجتمع، والرأى العام، وموقف الشارع من أداء الحكومات المختلفة، وبناء الوعى والأسئلة تطول، لكن جميعها يحمل رسالة إلى الحكومة الجديدة لتنظر إلى الإعلام «الرصين» الحديث بعين الاعتبار والمصلحة العامة والمنطق والواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الجديدة والإعلام وعين الاعتبار أمينة خيرى الحكومة الجديدة والإعلام وعين الاعتبار أمينة خيرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon