توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أساطير وأساطين

  مصر اليوم -

أساطير وأساطين

بقلم - أمينة خيري

السطور التالية خواطر لا تمت للواقع بصلة بالضرورة. حكايات السلحفاة البطيئة التي سبقت الأرنب السريع، والنملة الصغيرة التي تفوقت على الفيل الكبير، والنسناس الذكى الذي ضحك على الأسد العنيد لا تحدث بالضرورة. والمقولات المأثورة المكتوبة لتطبيب القلوب الجريحة، حيث أقوى الأشجار تنمو بين شقوق الصخور، والشجاع لا يخشى المواجهة، بل يقفز فيها، ولو مغمض العينين، لا تضمن لنا بالضرورة الفوز والانتصار والبقاء على قيد الحياة. وحتى ما يُثار في موضة «التنمية البشرية» من أن الغِنَى يُولد من رحم الفقر، وأن الانكسار والضياع والبؤس تؤدى حتمًا إلى الانتصار والإنجاز والسعادة الأبدية وغيرها، في أغلبها مُسكِّنات تصل إلى درجة المخدرات عالية الفتك بجسم المريض. أستعير سطورًا مما ورد في مقال الكاتب الجزائرى أمين الزاوى عن أساطين التنمية البشرية (بتصرف).

كتب: «يدرك المشرفون على نوادى الدورات التدريبية لـ(التنمية البشرية) أن المواطن العربى والمغاربى، أمام هذا الانهيار في قيمة الإنسان، يعيش حالة (انتحار) دائمة، ولكنها مؤجلة إلى حين. لذا تراه، أي المواطن الضائع، يبحث عن الإمساك بأى قشة قد تنقذه من الطوفان، وهى الفرصة السانحة لمحترفى التنمية البشرية ليمارسوا عليه ضغطًا جديدًا من خلال فتح أفق من الكذب اللابس لبوسًا علميًّا تارة، ودينيًّا تارة أخرى، وسحريًّا تارة ثالثة. ويعتمد خطاب ميليشيات التنمية البشرية على ترسانة من المفاهيم الغامضة، والمقصودة في غموضها، كى يثير انتباه المواطن الضائع وإبهاره والإيحاء له بأن ما يتم قوله أو التصريح به هو من (باب العلم الكبير)، الذي لا علم للمواطن البسيط بمغاليقه، مفاهيم مغلوطة ومخلوطة توحى للمستمع ذى الثقافة البسيطة، الذي يعيش حالة نفسية مهزوزة، بأن ما يملأ به عقله هو عدة علمية قادرة على تطوير مهاراته». فرق كبير بين أن تشد من أزر أحدهم، أو تواسيه، أو تعرض المساعدة في وقت الضيق والأسى، وبين أن تبيع له الأوهام والخيالات والأساطير المغلفة بهالات غامضة تختلط فيها الأسطورة بالمعجزة بالوهم بالمخدرات القوية. وسواء تم بيع هذا الوهم بحسن نية تضامنًا مع المكروب والمنكوب، أو بسوئها بغرض التجارة أو تحقيق المصالح، فإن هذا المكروب المنكوب هو مَن يدفع الثمن غاليًا. ولو كنا نتحدث عن الأمانة والصراحة والاستقامة، ولمَن أراد أن يقول كلمة حق مهما بلغ الموقف من صعوبة، ومهما فرضت الأحداث والمصائب والطامات هالة من الحرج لتأجيل أو تسويف أو تعطيل مهمة تحليل حقيقة ما يجرى على أرض الواقع، فإن تقييم الانتصارات والانكسارات والحروب، وتحديد المسؤوليات بناء على الواقع لا ما يأمل البعض أن يكون واقعًا، يتطلب شجاعة توازى شجاعة حلبة الصراع. التحليل الصادق، وتحديد المسؤوليات بعيدًا عن التسييس أو التديين أو الادعاء أو المصالح، واجب. والسكوت عن الواجب والاحتكام إلى الأقوال المأثورة وقصص الأولين وكورسات التنمية البشرية جريمة حرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساطير وأساطين أساطير وأساطين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon