توقيت القاهرة المحلي 16:48:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول

  مصر اليوم -

جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول

بقلم - أمينة خيري

أتحدث اليوم عن الجماعات المسلحة التى تزخر بها المنطقة والقارة الأفريقية، وعن المعايير المزدوجة للبعض والتى تكبر وتتمدد وتتوسع حتى تمر مرور القواعد العظيمة والأعراف الجميلة، وعن الاقتصاد والمواطن والوضع الاقتصادى.

اقتصاد الجماعات والحركات والمجموعات المسلحة، التى يسمونها «شبه عسكرية» أمر يستحق التأمل.

عرفت البشرية الجماعات المسلحة منذ بدء الإنسان يعمر الأرض، وتصبح له مصالح، ومن ثم منافسون وأعداء.

تطورت البشرية، وتطور القتال، وأصبحت هناك الدول والجيوش الوطنية.

لكن فى الوقت نفسه، نمت وتطورت وتشعّبت الجماعات المسلحة، وذلك بين «إرهابيين» يهددون أمن الدول داخلياً وخارجياً، وجماعات انفصالية، وأخرى تحمل راية عقيدة أو مبدأ تحارب من أجله (أو هكذا يهيأ لمقاتليها)، ورابعة تحارب جماعة أخرى مسلحة للمنافسة على الأرض أو المياه أو المخدرات والقائمة تطول.

وبالطبع هناك الجماعات المسلحة التى تحارب الاحتلال، وسنعتبرها استثناء فى هذه السطور، حيث لها ما يبرر وجودها، وإن بقيت حدودها وقواعدها ومبادئها ومصادر تمويلها ومستقبل مقاتليها بعد انتفاء الغرض منها مثاراً للنقاش والاختلاف.

منطقتنا، سواء العربية أو الأفريقية غارقة فى كم مذهل من الجماعات المسلحة.

وكأن الآلاف منها لم يكن كافياً ليهدد دول المنطقة وأمنها واستقرارها، فإذ بالجماعات المسلحة عابرة القارات والحدود متعددة الجنسيات تأتى إلينا وتنضم إلى المشهد.

المشهد الآنى انضم إليه لاعب جديد يسمونه «الفيلق الأفريقى» حسب التقارير الصحفية، ويتكوّن هذا الفيلق من مقاتلى «فاجنر»، ولكنهم موجهون أو مخصصون للقارة الأفريقية، والطريف أن الاسم «الفيلق الأفريقى» ليس جديداً، بل كان يطلق على مقاتلين تابعين لدول المحور، تم تجهيزهم وتدريبهم فى الحرب العالمية الثانية للمشاركة فى العمليات العسكرية فى شمال أفريقيا.

المراكز البحثية الكبرى تقول إننا فى عصر الجماعات المسلحة، لا الجيوش الوطنية، حتى تلك التى تنشأ فى أوقات الطوارئ لـ«مساندة» الجيوش الوطنية»، غالباً تتحول إلى وبال وخراب على الجميع.

والأمثلة كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تلك الحفنة من الجماعات المسلحة فى سوريا، والتى بدأت مع هبوب رياح «الربيع» عليها فى 2011، ثم تفجرت خلال أشهر معدودة إلى آلاف الجماعات المسلحة المتحاربة فيما بينها، وتلك الموجهة ضد الجيش الوطنى.

وكذلك الحال فى ليبيا، واليمن، وقبلهما العراق، وقبله لبنان فى سنوات الحرب الأهلية السوداء، وحالياً فى السودان، والقائمة أطول من أن تذكر كل مكوناتها فى قارتنا الأفريقية.

لعنة الجماعات شبه العسكرية شبه مؤكدة، والدول التى تبتلى بها تعانى الأمرين من أجل إعادة تأهيل هؤلاء المقاتلين للعودة إلى الحياة المدنية، أو نزع أسلحتهم، وبالطبع إعادة الدولة لتكون دولة حقيقية تتطلب ألا يحمل كل من هب ودب السلاح.

غاية القول هو أن العالم يقف حائراً أمام الجماعات شبه العسكرية، فتارة، يعتبرها جماعات مقاومة عظيمة، وأخرى يطاردها لأنها باتت إرهابية، وثالثة يصنفها إرهابية، ورابعة يغض عنها الطرف -ربما لضلوعه فيها بشكل غير مباشر أو لأنها تحقق مآرب مفيدة له- إلى أن يجد فى الأمور جديد.

كل هذا على حساب المدنيين العزل فى الدول المبتلاة بهذه الجماعات.

أما الدول الناجية منها، فعليها أن تحمد الله كثيراً على النجاة، وتعمل بكل ما أوتيت من عزم وإرادة لدرء هذا الخطر من جذوره، وكل ذى عينين وعقل عليه أن يعى أن مصر بجيشها الوطنى الواحد فى نعمة وفضل كبيرين.

فضل العقل على الإنسان كبير. وهذا العقل هو ما يمكّننا من التأمل فى أحوال المعايير المزدوجة، والمبادئ الموسمية، والقيم المتلونة بألوان المصالح والغايات، فمثلاً، الجماعة المسلحة التى كان إعلامٌ ذو مصداقية ويحظى باحترام القاصى والدانى باعتباره قلعة للموضوعية ورمزاً للمهنية يعتبرها مقاومِة للاحتلال ومناهِضة للظلم، تحولت بين يوم وليلة إلى إرهابية وخارجة على القوانين الدولية والإنسانية.

معايير الإنسانية غير قابلة للتجزئة أو الموسمية، بمعنى آخر، ملاحظة ردود الفعل العالمية، لا سيما الغربية، من حولنا لحرب غزة عملية تعليمية وتثقيفية، وينبغى أن تدربنا على التأنى فى التصنيف.

هنا سيقول قائل ساخراً أو معارضاً: «وإحنا يعنى المصداقية والمهنية مقطعة بعضها؟!» وسأقول: «يمكننا أن نناقش هذه المسألة المهمة ولكن هذا ليس ما أتحدث عنه فى هذا السياق».وفى السياق الاقتصادى، أقول إن المصريين يحتاجون مع مطلع العام الجديد، وهو المطلع الغارق فى كم مذهل من القيل الاقتصادى والقال المعيشى من أسعار وفواتير ومصروفات مدارس وغيرها، إلى خطاب اقتصادى رسمى مختلف.الاختلاف المطلوب فى الخطاب هو أن يكون مناسباً لوعى المواطن المصرى الناضج العاقل البالغ، المحب لوطنه، المتحمل للمصاعب إيماناً منه بأن القادم أفضل.

لكن حتى يترسخ هذا الإيمان، وتقوى جذوره، يبحث هذا المواطن عن محتوى مقنع، فيه وصف للوضع الحالى، وتصور للمستقبل القريب جداً، شرط أن يكون مصحوباً بشرح واف لكنه بسيط للواقع والمأمول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon