توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول

  مصر اليوم -

جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول

بقلم - أمينة خيري

أتحدث اليوم عن الجماعات المسلحة التى تزخر بها المنطقة والقارة الأفريقية، وعن المعايير المزدوجة للبعض والتى تكبر وتتمدد وتتوسع حتى تمر مرور القواعد العظيمة والأعراف الجميلة، وعن الاقتصاد والمواطن والوضع الاقتصادى.

اقتصاد الجماعات والحركات والمجموعات المسلحة، التى يسمونها «شبه عسكرية» أمر يستحق التأمل.

عرفت البشرية الجماعات المسلحة منذ بدء الإنسان يعمر الأرض، وتصبح له مصالح، ومن ثم منافسون وأعداء.

تطورت البشرية، وتطور القتال، وأصبحت هناك الدول والجيوش الوطنية.

لكن فى الوقت نفسه، نمت وتطورت وتشعّبت الجماعات المسلحة، وذلك بين «إرهابيين» يهددون أمن الدول داخلياً وخارجياً، وجماعات انفصالية، وأخرى تحمل راية عقيدة أو مبدأ تحارب من أجله (أو هكذا يهيأ لمقاتليها)، ورابعة تحارب جماعة أخرى مسلحة للمنافسة على الأرض أو المياه أو المخدرات والقائمة تطول.

وبالطبع هناك الجماعات المسلحة التى تحارب الاحتلال، وسنعتبرها استثناء فى هذه السطور، حيث لها ما يبرر وجودها، وإن بقيت حدودها وقواعدها ومبادئها ومصادر تمويلها ومستقبل مقاتليها بعد انتفاء الغرض منها مثاراً للنقاش والاختلاف.

منطقتنا، سواء العربية أو الأفريقية غارقة فى كم مذهل من الجماعات المسلحة.

وكأن الآلاف منها لم يكن كافياً ليهدد دول المنطقة وأمنها واستقرارها، فإذ بالجماعات المسلحة عابرة القارات والحدود متعددة الجنسيات تأتى إلينا وتنضم إلى المشهد.

المشهد الآنى انضم إليه لاعب جديد يسمونه «الفيلق الأفريقى» حسب التقارير الصحفية، ويتكوّن هذا الفيلق من مقاتلى «فاجنر»، ولكنهم موجهون أو مخصصون للقارة الأفريقية، والطريف أن الاسم «الفيلق الأفريقى» ليس جديداً، بل كان يطلق على مقاتلين تابعين لدول المحور، تم تجهيزهم وتدريبهم فى الحرب العالمية الثانية للمشاركة فى العمليات العسكرية فى شمال أفريقيا.

المراكز البحثية الكبرى تقول إننا فى عصر الجماعات المسلحة، لا الجيوش الوطنية، حتى تلك التى تنشأ فى أوقات الطوارئ لـ«مساندة» الجيوش الوطنية»، غالباً تتحول إلى وبال وخراب على الجميع.

والأمثلة كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تلك الحفنة من الجماعات المسلحة فى سوريا، والتى بدأت مع هبوب رياح «الربيع» عليها فى 2011، ثم تفجرت خلال أشهر معدودة إلى آلاف الجماعات المسلحة المتحاربة فيما بينها، وتلك الموجهة ضد الجيش الوطنى.

وكذلك الحال فى ليبيا، واليمن، وقبلهما العراق، وقبله لبنان فى سنوات الحرب الأهلية السوداء، وحالياً فى السودان، والقائمة أطول من أن تذكر كل مكوناتها فى قارتنا الأفريقية.

لعنة الجماعات شبه العسكرية شبه مؤكدة، والدول التى تبتلى بها تعانى الأمرين من أجل إعادة تأهيل هؤلاء المقاتلين للعودة إلى الحياة المدنية، أو نزع أسلحتهم، وبالطبع إعادة الدولة لتكون دولة حقيقية تتطلب ألا يحمل كل من هب ودب السلاح.

غاية القول هو أن العالم يقف حائراً أمام الجماعات شبه العسكرية، فتارة، يعتبرها جماعات مقاومة عظيمة، وأخرى يطاردها لأنها باتت إرهابية، وثالثة يصنفها إرهابية، ورابعة يغض عنها الطرف -ربما لضلوعه فيها بشكل غير مباشر أو لأنها تحقق مآرب مفيدة له- إلى أن يجد فى الأمور جديد.

كل هذا على حساب المدنيين العزل فى الدول المبتلاة بهذه الجماعات.

أما الدول الناجية منها، فعليها أن تحمد الله كثيراً على النجاة، وتعمل بكل ما أوتيت من عزم وإرادة لدرء هذا الخطر من جذوره، وكل ذى عينين وعقل عليه أن يعى أن مصر بجيشها الوطنى الواحد فى نعمة وفضل كبيرين.

فضل العقل على الإنسان كبير. وهذا العقل هو ما يمكّننا من التأمل فى أحوال المعايير المزدوجة، والمبادئ الموسمية، والقيم المتلونة بألوان المصالح والغايات، فمثلاً، الجماعة المسلحة التى كان إعلامٌ ذو مصداقية ويحظى باحترام القاصى والدانى باعتباره قلعة للموضوعية ورمزاً للمهنية يعتبرها مقاومِة للاحتلال ومناهِضة للظلم، تحولت بين يوم وليلة إلى إرهابية وخارجة على القوانين الدولية والإنسانية.

معايير الإنسانية غير قابلة للتجزئة أو الموسمية، بمعنى آخر، ملاحظة ردود الفعل العالمية، لا سيما الغربية، من حولنا لحرب غزة عملية تعليمية وتثقيفية، وينبغى أن تدربنا على التأنى فى التصنيف.

هنا سيقول قائل ساخراً أو معارضاً: «وإحنا يعنى المصداقية والمهنية مقطعة بعضها؟!» وسأقول: «يمكننا أن نناقش هذه المسألة المهمة ولكن هذا ليس ما أتحدث عنه فى هذا السياق».وفى السياق الاقتصادى، أقول إن المصريين يحتاجون مع مطلع العام الجديد، وهو المطلع الغارق فى كم مذهل من القيل الاقتصادى والقال المعيشى من أسعار وفواتير ومصروفات مدارس وغيرها، إلى خطاب اقتصادى رسمى مختلف.الاختلاف المطلوب فى الخطاب هو أن يكون مناسباً لوعى المواطن المصرى الناضج العاقل البالغ، المحب لوطنه، المتحمل للمصاعب إيماناً منه بأن القادم أفضل.

لكن حتى يترسخ هذا الإيمان، وتقوى جذوره، يبحث هذا المواطن عن محتوى مقنع، فيه وصف للوضع الحالى، وتصور للمستقبل القريب جداً، شرط أن يكون مصحوباً بشرح واف لكنه بسيط للواقع والمأمول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول جماعات وازدواجية واقتصاد مأمول



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon