توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رصيف الـ «سوشيال ميديا»

  مصر اليوم -

رصيف الـ «سوشيال ميديا»

بقلم - أمينة خيري

أعود لطرح السؤال: هل «مجانية» منصات التواصل الاجتماعى تعنى بالضرورة التعدى على الآخرين، وإعطاء كل منا الحق لنفسه ليصدر أحكامًا منطوقة ومكتوبة على بعضنا البعض، وملء المساحات بـ «الولا حاجة»؟.. الشارع والرصيف فضاء عام يملكه الجميع. وحال شوارعنا وأرصفتنا ترجمة فعلية لمفهومنا عن الملكية العامة. صاحب المقهى الذى يقرر أن يحتل الرصيف وجانبًا من حرم الشارع، أو صاحب العمارة الذى يقرر أن يزرع الرصيف ليستمتع بالزرع حين يحتسى قهوته فى شرفته، أما المارة فعليهم مناطحة السيارات فى عرض الشارع. وأصحاب السيارات الذين يقررون أن يتركوا سياراتهم صفوفًا ثانية وثالثة، أو الميكروباصات التى تحمل الزبائن فى مطالع الكبارى وتتخلص منهم فى منازلها.. أمثلة إساءة استخدام الملكية العامة وخرق حقوق الآخرين أكثر من أن تعد أو تحصى. والحقيقة إنها ثقافة، بالإضافة بالطبع لوهن فى تطبيق القانون مصحوب بـ «عقدة» شعبية تعتبر أن القوانين وجدت من أجل أن يتم كسر رقبتها وإهانتها والتنكيل بها.
وحيث إنها ثقافة، فقد نقلناها معنا إلى الأثير العنكبوتى. نظرة سريعة إلى منصات التواصل الاجتماعى كفيلة بأن تؤكد لنا أننا نتعامل مع أثير «فيسبوك» و«تويتر» و«واتس آب» وغيرها وكأن الغاية منها هى ملء فراغاتها بأى شىء وكل شىء بغض النظر عن قيمته من عدمها، ناهيك عن إعطاء أنفسنا الحق المطلق فى المجاهرة بآرائنا الملغمة بأهوائنا لنحكم على الآخرين، مع العلم أننا كثيرًا ما نخلط بين الأهواء والمعتقدات، فنتعامل مع الأولى وكأنها عقيدة ثابتة راسخة علينا أن نحمل سيوفنا ونمتطى أحصنتنا ونعلن الجهاد بغرض قتل كل من يحلم بـ«هوى» مغاير. كل ذلك يحدث على أثير الـ «سوشيال ميديا» على مدار الساعة 24/7. ولا نجد حرجًا أو حياءً أو حتى قدرًا أدنى من اللياقة لنقرر أن فلانا أحمق أو جاهل أو كاذب أو «ديوث» (والأخيرة صارت منتشرة كالنار فى هشيم المجتمع المتدين بالفطرة)، أو أن فلانة فاسقة أو كافرة أو «لا تجد رجلًا يشكمها» إلى آخر أحكامنا المجتمعية المعتادة، والتى بالمناسبة تخرق كل قواعد الاستخدام على «السوشيال ميديا» مثل «معايير مجتمع فيسبوك» مثلًا من خطاب يحض على الكراهية أو العنف أو خرق الخصوصية وغيرها. وأود أن أشير إلى أن القائمين على الـ «سوشيال ميديا» لم يضعوا قواعد خاصة بالإفراط فى احتلال المساحات المتاحة على أثير المنصات، ربما لأنهم لم يتخيلوا أن يقوم أحدهم بضخ مئات المعلقات ذات الطابع الدينى والثقافى غير الموثقة، والتى لا يحمل أغلبها أى فائدة لباقى المستخدمين، ناهيك عن اقتصارها على ما فعله الأولون قبل مئات الأعوام والتى لا تخلو من كراهية للآخر، أىّ آخر. وهذا النوع من الاحتلال يعتبره المحتلون حقًا بديهيًا، لا سيما أولئك الذين أصابهم مس أقنعهم بأنهم حماة الدين، وكلما احتلوا الأثير أكثر وشتموا المعترضين، أعز الله بهم الدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصيف الـ «سوشيال ميديا» رصيف الـ «سوشيال ميديا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon