توقيت القاهرة المحلي 20:56:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد إعلان النتيجة

  مصر اليوم -

ما بعد إعلان النتيجة

بقلم - أمينة خيري

انتهت الانتخابات وننتظر النتيجة. وبإعلان النتيجة لا تنتهى الرحلة، بل تبدأ. على الرئيس فعل الكثير، وعلى أعضاء الحكومة والمسئولين فعل الكثير والكثير، وعلى المواطنين أيضاً فعل الكثير وكذلك انتظار الكثير.

أمامنا، رئاسة وحكومة وشعباً، ملفات عدة. الأمن القومى وتأمين الحدود والتأكد من أننا لن نكون طرفاً فى تفتيت ما تبقى من القضية الفلسطينية عبر تنفيذ مخطط التهجير الذى بدأ يوم 7 أكتوبر، وفى الوقت نفسه تقديم كل ما يمكن تقديمه لإخوتنا فى غزة من مساعدات بكافة أنواعها. وهذه مهمة ليست سهلة، لأسباب داخلية وخارجية.

الخارج لا يرى إلا ما يريد أن يراه. أحياناً لا يرى فى جماعة الإخوان المسلمين سوى جماعة مسالمة تنتهج السياسة لا العنف. وفجأة يعتبر جماعات مشتقة منها إرهابية ويجب القضاء عليها، وعلى الجميع أن يعلن ويشهر تبرؤه منها.

وأحياناً يعتبر التهجير القسرى شراً مطلقاً ويجب وقفه فوراً، وفى أحيان أخرى يعتبره المخرج الوحيد والحل الشامل. أحياناً يرى فى حرب كتلك الدائرة فى أوكرانيا إبادة جماعية، وفى أحيان أخرى يعتبر الإبادة الجماعية مجرد دفاع عن النفس.

وهنا على مصر والمصريين أن ينتبهوا إلى أن تطويع معانى ومفردات الظلم والعدوان والقهر والتهجير والإبادة وغيرها مما يدور فى غزة عملية تدور رحاها بشكل منظم ومعضّد بقوانين جديدة جارٍ سنُّها، ومفاهيم ملتبسة جارٍ تدشينها.

أما الداخل، فيحتاج أيضاً إلى متابعة ذكية فيما يختص بحرب القطاع. أهلنا فى غزة لهم الأولوية، ولكن ليس على حساب القضية الفلسطينية، أو على أمن مصر وسلامة حدودها.

وما يتم تسويقه من قبَل البعض الآن باعتباره تهجيراً مؤقتاً، أو نزوحاً لحين التهدئة، ما هو إلا خطوة نحو مخطط شرير أكبر لا ريب فيه. المخطط يدق على أوتار الإنسانية، لكنه فى حقيقة الأمر يدق مسامير إضافية فى نعش القضية الفلسطينية.

وفهم ما يجرى يحتاج إلى الكثير من الإلمام بتاريخ تأسيس إسرائيل، وتحالفات القوى العالمية، بما فيها القوى التى تُبدى حالياً تضامناً وتواؤماً وتعاطفاً، ومواقف دول الإقليم الحالية والسابقة، والتطورات الكثيرة الحادثة فى الدول من حولنا، بالإضافة إلى مواقف المؤسسات المالية والتمويلية الكبرى وعلاقتها بالسياسة ودور التوازنات والتحالفات فى أدائها مهامها.

كما يتطلب شرحاً وافياً دون تهويل أو تهوين للمواطن العادى لحقيقة وحجم التحدى الكامن على حدودنا مع القطاع، مع العلم أن المواطن العادى قادر بدقة زر على الوصول إلى مصادر شتى للأخبار والتحليلات، الصادق منها والمفبرك، المبنى على معرفة حقيقية والمرتكز على كذب وافتراء وأهداف استعصت على التفعيل والتنفيذ فى 2011 و2013 والسنوات التى تلتهما.

ملفات عديدة فى مصر تنتظر الكثير فى الفترة المقبلة. ملف الاقتصاد بمعناه الشامل أولوية عظمى وقصوى، ولا يقل أهمية أو خطورة عن ملف الأمن القومى، والذى لا يقتصر على حدود مصر مع غزة فقط، بل يمتد إلى حدودنا الغربية والجنوبية، حيث التحديات لم تتوقف أو تختفِ، فقط خفت الحديث عنها تحت وطأة حرب القطاع.

المواطن منشغل بسعر البصل ومصير السكر و«بنديرة» الدروس الخصوصية وفاتورة الكهرباء والغاز والمياه وقيمة «القرشين» فى البنك فى ضوء ما تنوى «الورقة الخضراء» فعله، أو بالأحرى ما ينوى الجنيه فعله أمامها.

كل ما سبق لا ينبغى أن يُغضب المسئولين. مواطن القلق طبيعية، وأسبابه منطقية، ونصف الكوب الملىء يخبرنا أن المواطن المصرى أثبت جدارة فى التعامل والتعايش مع الأزمات، ما خفى منها وما بطن.

والشكوى أمر طبيعى ومحمود، وتوقع الكثير من «الحكومة» أمر أيضاً طبيعى حتى وإن كان يؤدى إلى ثقل نفسى أو عصبى إضافى على كل مسئول يعمل ويفكر ويدبر من أجل الخروج من هذه الأزمة متعددة الأوجه. ويكفى أن أزمة الاقتصاد تتشابك فيها عوامل عالمية وإقليمية ومحلية تشابكاً عتيداً.

الملاحظ أن المواطن البسيط جداً، وليس رجل الأعمال الغنى جداً، بات يحدثك عن الدولار. تشترى حزمة جرجير وتُفاجأ بأن «البياعة البسيطة» تخبرك بأنها بثلاثة جنيهات، تتململ وتعلن تضررك، فتدعوك إلى متابعة سعر الدولار. تشترى كيلو بصل، تدفع 50 جنيهاً كاملة متكاملة، تتهم البائع بالمبالغة والمغالاة، يخبرك بهدوء شديد أن الجانى هو الدولار.

تتوجه إلى مدرسة الصغار لسداد القسط الثانى، فتجده قفز من 40 إلى 45 ألف جنيه، تخبر المحاسب أن هناك خطأ فى الحساب، فيعلمك أن الخطأ فى الدولار، وهلم جراً.

ونبقى مع المواطن مع بداية الرحلة عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، والتى أبلى فيها هذا المواطن كعادته بلاءً حسناً. المتوقع والمأمول، وإن شاء الله ما سوف يكون، هو رحلة موفقة وناجزة تعالج مواطن الألم الاقتصادى، وتضمن سلامة وحماية الأمن القومى، وتمضى إلى ما يأمله الرئيس والمواطن على حد سواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد إعلان النتيجة ما بعد إعلان النتيجة



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon