توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين

  مصر اليوم -

دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين

بقلم - أمينة خيري

وكأن المنطقة وتخوم المنطقة كانت فى حاجة إلى المزيد من التسخين الإضافى أو التهييج المختلف، فإذا بباكستان «تُجبَر» على الدخول على الخط، ولكن هذا الفصل عبر ما يسمى بـ«جيش العدل»! هذه الجماعة «السنية» المسلحة تتهمها إيران بأنها تحاول مد نفوذها وعملياتها عبر الحدود، وأنها تتلقى دعماً من إسرائيل وأمريكا.

الحركة الدينية المسلحة كانت قد أعلنت فى الماضى مسئوليتها عن عدد من الهجمات على عناصر إيرانية، لكن توقيت الضربة الموجّهة من إيران فى هذا التوقيت، الذى لا يمكن وصفه إلا بشديد الاشتعال بالغ الخطورة، يمثل لغزاً. وكما هو متوقع تماماً، ردت باكستان رداً أولياً عبر شن غارات على مناطق فى محافظة سيستان بلوشستان، حيث ينشط ما يعرف بـ«جيش تحرير بلوشستان»! اسمه جيش، لكنه حركة انفصالية مسلحة دأبت على توجيه ضربات للجيش الباكستانى، وضمن أهدافها المعلنة تأسيس دولة بلوشية مستقلة منفصلة عن باكستان.

وفى تلك الأثناء، كانت إيران تصوب ضربات فى العراق قالت إنها تستهدف «الموساد» الإسرائيلى، وفى سوريا، تحديداً فى إدلب «رداً على ضربات قامت بها جماعات إرهابية مسلحة»، وفى الوقت نفسه، كان «حزب الله» فى لبنان يستهدف تجمعات لجنود إسرائيليين على مقربة من حدود لبنان الجنوبية، وبالطبع إسرائيل تشن ضربات مكثفة على مواقع لـ«حزب الله»، اللافت أن المعركة الأصلية والقضية الفعلية والمصيبة الكارثية «محلك سر». صحيح أن أعداد القتلى أقل من شهرين مضيا، ومعدل الدك أهدأ مما سبق، لكن أشباح مجاعة وأوبئة وخراب لم تعد تلوح فى أفق غزة، ولكنها باتت أقرب ما تكون إلى الواقع.

الواقع الحالى يخبرنا بأن الحكاية لم تعد مجرد صراعات بين دول، أو منافسات بين منظومات اقتصادية وغيرها، أو حتى حروب بين جيوش وطنية، ولكنها جزء من الحكاية والمصير يقع فى أيدى حركات وجماعات بعضها صار أشبه بدويلات فى داخل الدول.

جميل جداً، بل رائع وعظيم، ما فعلته جنوب أفريقيا من تقدم بدعوى ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. وجميل جداً هذا التفكير الشعبى الذى قرر بعضه أن يرفع راية «المقاطعة» لمحلات بعينها «نصرة لأهلنا فى غزة». صحيح أن المحلات يعمل فيها مصريون، وصحيح أن الجانب الأكبر من المكونات مصرية المنشأ، لكن ربما تكمن الغاية فى الرسالة.

وجميل جداً هذه الصحوة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التى نسيها العالم أو تناساها، لكن هل سيؤدى توسيع الصراع فى المنطقة المشتعلة الملتهبة المحتقنة إلى حل فعلى للقضية التى أوشكت أن تطفئ شمعتها الـ76؟ وهل تخمة المنطقة بكم مذهل من الجماعات والحركات والمنظمات المسلحة، بالإضافة إلى المجموعات متعددة الجنسيات عابرة الحدود، ستيسر عملية هضم الاحتلال وتحرير الأوطان واستعادة الحقوق؟ وحتى لو فعلت، وهذا أمر أقرب ما يكون إلى المستحيل، ما مصير منطقة مليئة بالتشكيلات المسلحة التى تضع نفسها، أو تم دفعها لتكون على قدم المساواة مع الجيوش الوطنية؟

حمى الله جيش مصر الوطنى العظيم، وأدامه ذخراً وحماية وأمناً لنا.

ونأمل أن يكتمل هذا الأمن وتلك الحماية عبر رؤية للخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة بأقل خسائر ممكنة. ليس صحيحاً أن المواطن لا يهمه إلا سعر كيلو البصل أو معدل الزيادة فى أسعار الخضراوات فقط. هذه همومه اليومية التى تفرض نفسها عليه. المواطن بطل المشهد. يعلم أن جزءاً من الأوضاع الصعبة يعود إلى أسباب وعوامل خارجية. ويعى أن فاتورة الإصلاح ليست مجانية. ويدرك أن تراكمات عقود لا يتم حلها بين خطة خمسية وضحاها. وقد أبدى - وما زال- صبراً وجلداً وتحملاً على مدار عقود طويلة. وحين لاحت فى الأفق أخطار جماعات إرهابية مجرمة تقدم له وعوداً كاذبة مغلفة بورق هدايا «قال الله وقال الرسول»، أدرك ما يتعرض له، ونبذها وخرج عليها وأسقطها.

هذا المواطن يستحق شرحاً وتصوراً فعلياً قابلاً للتنفيذ. جميل أن يعلن مسئول أنه متفائل بالمستقبل، ورائع أن يحدثنا محللون عن أن القادم أفضل، لكن حديث الشارع يطلب من المسئول الإفصاح عن سبب تفاؤله، ومن المحللين تحليل المعطيات التى تجعل من القادم أفضل.

كلمة أخيرة، طلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضى حديث القاصى والدانى، ومحتوى الحديث يستحق تدخلات من علماء الطب النفسى وعلم النفس والاجتماع السياسى. هذا الحديث فاق بمراحل الاهتمام بالعلاج التجريبى الجديد لسرطان الدم الذى يتلقاه أطفال فى بريطانيا باعتباره «أحن» من العلاج الكيميائى، ومن شأنه -حال ثبوت فاعليته- أن يشكل ثورة فى علاج هذا المرض الخطير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon