توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين

  مصر اليوم -

دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين

بقلم - أمينة خيري

وكأن المنطقة وتخوم المنطقة كانت فى حاجة إلى المزيد من التسخين الإضافى أو التهييج المختلف، فإذا بباكستان «تُجبَر» على الدخول على الخط، ولكن هذا الفصل عبر ما يسمى بـ«جيش العدل»! هذه الجماعة «السنية» المسلحة تتهمها إيران بأنها تحاول مد نفوذها وعملياتها عبر الحدود، وأنها تتلقى دعماً من إسرائيل وأمريكا.

الحركة الدينية المسلحة كانت قد أعلنت فى الماضى مسئوليتها عن عدد من الهجمات على عناصر إيرانية، لكن توقيت الضربة الموجّهة من إيران فى هذا التوقيت، الذى لا يمكن وصفه إلا بشديد الاشتعال بالغ الخطورة، يمثل لغزاً. وكما هو متوقع تماماً، ردت باكستان رداً أولياً عبر شن غارات على مناطق فى محافظة سيستان بلوشستان، حيث ينشط ما يعرف بـ«جيش تحرير بلوشستان»! اسمه جيش، لكنه حركة انفصالية مسلحة دأبت على توجيه ضربات للجيش الباكستانى، وضمن أهدافها المعلنة تأسيس دولة بلوشية مستقلة منفصلة عن باكستان.

وفى تلك الأثناء، كانت إيران تصوب ضربات فى العراق قالت إنها تستهدف «الموساد» الإسرائيلى، وفى سوريا، تحديداً فى إدلب «رداً على ضربات قامت بها جماعات إرهابية مسلحة»، وفى الوقت نفسه، كان «حزب الله» فى لبنان يستهدف تجمعات لجنود إسرائيليين على مقربة من حدود لبنان الجنوبية، وبالطبع إسرائيل تشن ضربات مكثفة على مواقع لـ«حزب الله»، اللافت أن المعركة الأصلية والقضية الفعلية والمصيبة الكارثية «محلك سر». صحيح أن أعداد القتلى أقل من شهرين مضيا، ومعدل الدك أهدأ مما سبق، لكن أشباح مجاعة وأوبئة وخراب لم تعد تلوح فى أفق غزة، ولكنها باتت أقرب ما تكون إلى الواقع.

الواقع الحالى يخبرنا بأن الحكاية لم تعد مجرد صراعات بين دول، أو منافسات بين منظومات اقتصادية وغيرها، أو حتى حروب بين جيوش وطنية، ولكنها جزء من الحكاية والمصير يقع فى أيدى حركات وجماعات بعضها صار أشبه بدويلات فى داخل الدول.

جميل جداً، بل رائع وعظيم، ما فعلته جنوب أفريقيا من تقدم بدعوى ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. وجميل جداً هذا التفكير الشعبى الذى قرر بعضه أن يرفع راية «المقاطعة» لمحلات بعينها «نصرة لأهلنا فى غزة». صحيح أن المحلات يعمل فيها مصريون، وصحيح أن الجانب الأكبر من المكونات مصرية المنشأ، لكن ربما تكمن الغاية فى الرسالة.

وجميل جداً هذه الصحوة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التى نسيها العالم أو تناساها، لكن هل سيؤدى توسيع الصراع فى المنطقة المشتعلة الملتهبة المحتقنة إلى حل فعلى للقضية التى أوشكت أن تطفئ شمعتها الـ76؟ وهل تخمة المنطقة بكم مذهل من الجماعات والحركات والمنظمات المسلحة، بالإضافة إلى المجموعات متعددة الجنسيات عابرة الحدود، ستيسر عملية هضم الاحتلال وتحرير الأوطان واستعادة الحقوق؟ وحتى لو فعلت، وهذا أمر أقرب ما يكون إلى المستحيل، ما مصير منطقة مليئة بالتشكيلات المسلحة التى تضع نفسها، أو تم دفعها لتكون على قدم المساواة مع الجيوش الوطنية؟

حمى الله جيش مصر الوطنى العظيم، وأدامه ذخراً وحماية وأمناً لنا.

ونأمل أن يكتمل هذا الأمن وتلك الحماية عبر رؤية للخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة بأقل خسائر ممكنة. ليس صحيحاً أن المواطن لا يهمه إلا سعر كيلو البصل أو معدل الزيادة فى أسعار الخضراوات فقط. هذه همومه اليومية التى تفرض نفسها عليه. المواطن بطل المشهد. يعلم أن جزءاً من الأوضاع الصعبة يعود إلى أسباب وعوامل خارجية. ويعى أن فاتورة الإصلاح ليست مجانية. ويدرك أن تراكمات عقود لا يتم حلها بين خطة خمسية وضحاها. وقد أبدى - وما زال- صبراً وجلداً وتحملاً على مدار عقود طويلة. وحين لاحت فى الأفق أخطار جماعات إرهابية مجرمة تقدم له وعوداً كاذبة مغلفة بورق هدايا «قال الله وقال الرسول»، أدرك ما يتعرض له، ونبذها وخرج عليها وأسقطها.

هذا المواطن يستحق شرحاً وتصوراً فعلياً قابلاً للتنفيذ. جميل أن يعلن مسئول أنه متفائل بالمستقبل، ورائع أن يحدثنا محللون عن أن القادم أفضل، لكن حديث الشارع يطلب من المسئول الإفصاح عن سبب تفاؤله، ومن المحللين تحليل المعطيات التى تجعل من القادم أفضل.

كلمة أخيرة، طلاق ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضى حديث القاصى والدانى، ومحتوى الحديث يستحق تدخلات من علماء الطب النفسى وعلم النفس والاجتماع السياسى. هذا الحديث فاق بمراحل الاهتمام بالعلاج التجريبى الجديد لسرطان الدم الذى يتلقاه أطفال فى بريطانيا باعتباره «أحن» من العلاج الكيميائى، ومن شأنه -حال ثبوت فاعليته- أن يشكل ثورة فى علاج هذا المرض الخطير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين دولة «بلوشية» ومصير القضية وطلاق ياسمين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon