توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خابور تليفزيونى بدال نقطة

  مصر اليوم -

خابور تليفزيونى بدال نقطة

بقلم - أمينة خيري

عانينا لسنوات طويلة من «الخابور» الاستراتيجى. مِلنَا وعشقنا وأدمنا «الخابور» حلو اللسان أو سليطه. وحاز عدد من هؤلاء «الخوابير» شهرة منقطعة النظير حققتها لهم شاشات التليفزيون عبر برامج التوك شو، وذلك لتمتعهم بقدرة فائقة على الحكى بطريقة شيقة، أو الدق على أوتار بالغة الحساسية لدى المتلقى.

بالطبع هناك خبراء «بحق وحقيقى» أفادوا الملايين من المتابعين عبر إلمام بحقائق وقدرة على التحليل، إلا أن ظاهرة «الخابور» كانت أقوى وأضل سبيلا، حتى إنها امتدت من السياسة إلى الاقتصاد وما يسمى «التنمية البشرية» التى أصبح الجميع «مدربين معتمدين» فيها، ولديهم أتباع ومريدون يصدقون كل ما ينطقون به ولو كان هزلا وخرافة.

ولم تسلم الشؤون الدينية فى فترات الفوضى غير الخلاقة من الظاهرة، فرأينا طبيبا يتحول داعية ويبذل الجهد الجهيد لتركيب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على المبتكرات الطبية والكيميائية والفيزيائية والهندسية، فبدت الأمور كأن الله سبحانه وتعالى اختصنا بالتفسير والتحليل وتركيب المبتكرات على الدين، واختص الآخرين بالبحث والابتكار.

وشهدنا، فى سنوات سابقة، صعود سباك أو نجار أو محاسب أو مندوب مبيعات المنبر ليفتى فى أمور الدين، ونحمد الله كثيرا على نعمة التنقيح والتطهير التى بدأتها المؤسسات الدينية الرسمية فى السنوات القليلة الأخيرة للتخلص من الخوابير الدينيين الذين أفتوا فأخطأوا وكان ما كان.

وفى الأسابيع القليلة الماضية، تابعنا أخبار «خابور الكركمين» والذى ملأ الأثير كركمين على مدار سنوات طويلة. وما «خابور الكركمين»- الذى مازالت فقراته تبث فى قنوات عدة ليلا نهارا بالمناسبة بالإضافة بالطبع إلى المخزون الاستراتيجى المتاح بدقة زر على أثير الإنترنت و«يوتيوب» وغيرها- إلا فيض من بحر خوابير التخسيس وتدبيس المعدة بتناول حبة واحدة وإعادة نمو الشعر بخليط سحرى وتحقيق الفحولة الهادرة والتخلص من الدهون الغائرة والحذاء معالج آلام المفاصل والدهان الشافى من السكر والخوابير فى كل صوب وحدب.

وقبل ساعات، طالعنا خبر القبض على «خابورة» تخسيس دأبت على الظهور فى برامج تليفزيونية على قنوات تليفزيونية مهمة وليست قنوات «تحت بئر السلم» القائمة على «تبرعوا لبناء مسجد فى قرية كذا التى يتضور أهلها فقرا، لكن لا ينقصهم إلا مسجد جديد» أو «اتصلوا بالخابورة الروحانية الشيخة فلانة التى تجلب الحبيب فى ست ساعات وترد المطلقة فى أربع».

بالطبع اختلاط حابل الإعلام بنابل الإعلان فيه سم قاتل، لكن طواقم الإعداد التليفزيونى كذلك عليها واجب مهنى وأخلاقى من شأنه أن يقينا ولو جانبا من شرور الخوابير. فدال نقطة «الدكتور» تحتم الحصول على شهادة دكتوراة حقيقية وليس «بكالوريوس» أو حتى «ماجستير». و«متخصص التغذية»، لا بد أن يكون دارسا ومكللا الدراسة بخبرة واسعة. كما أن الطبيب البشرى لا يمكنه أن يفتى فى أمور الدين، والعكس صحيح، ففى النهاية لا يصح إلا الصحيح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خابور تليفزيونى بدال نقطة خابور تليفزيونى بدال نقطة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon