توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا الخطر الداهم

  مصر اليوم -

هذا الخطر الداهم

بقلم - أمينة خيري

كتبتُ مئات، إن لم يكن آلاف المرات، عن ذلك الخطر الداهم الذى يصر البعض على تركه يضيق خناقه علينا مجددًا. إنهم يتسللون مجددًا من كل صوب. ظاهرهم أناس متدينون، «كيوت»، سمتهم الخفة، ومظهرهم الأناقة، وخطابهم «أنا باحب ربنا قوى وأدعوكم لتحبوه معى»، لذلك حين تبدأ فى التحذير مما يجرى فإن الغالبية تهرع إلى طرح السؤال الاستنكارى: إيه المشكلة؟ ناس تتحدث عن ربنا والاحتشام والأخلاق، ما الضرر فى ذلك؟ وبالطبع، فإن متلازمة التدين فى مقابل الكفر والإلحاد والفسق والفجور تطل برأسها فى كل نقاش.

فإذا كنت تحذر من تسلل محتكرى التدين والمحتفظين لأنفسهم بحق التفسير وسلطة توجيه المتدينين، فأنت حتمًا تريد هدم الدين ونشر الأفكار الهدامة وتفتيت الأسرة ونشر الفجور بين الشباب. والحقيقة أن مثل هذه الاتهامات سابقة التجهيز المعدة سلفًا تقوم بدور رائع فى ترويع كل من يطرح سؤالًا أو يناقش ظاهرة تتعلق بمنظومة معاودة تسلل هؤلاء فى المجتمع. وأعود إلى تكرار رصد ما يدور حولى فى محيطى السكنى.

جدران «المول» التجارى القريب، حيث محال الخضروات والأسماك والسوبر ماركت وغيرها، تزخر بملصقات «ميس فلانة» التى تحفّظ الصغار القرآن وتعلمهم أصول الدين، و«مستر علان» الذى يقوم بالمهمة نفسها، ونحن لا نعرف من هى ميس فلانة أو مستر علان أو مؤهلاتهما أو هوية «الشيخ» الذى تتلمذا على يده.

فى داخل «المول»، والذى يحيط به ما لا يقل عن أربعة مساجد، تحول البهو تدريجيًا من شخص أو شخصين ثم ثلاثة يصلون عقب الأذان وكل منهم معه سجادته، إلى صلاة جماعة يؤذن فيها وتضم العشرات وتحولت السجادة أو السجادتان إلى حصير يغطى نصف البهو، والبقية معروفة.

أكاد أسمع أصوات «المتدينين الذين يحبون ربنا وحدهم» وهم يمصمصون شفاههم ويتساءلون مستنكرين: لا حول ولا قوة إلا بالله! ما الضرر فى ناس تصلى؟ وأقول: وماذا عن المساجد الواقعة على مرمى حجر؟ وماذا عن نظرية النشوء والارتقاء، وتطور صلاة البهو لتستضيف «شيخًا»، وليكن أحد عمال أو موظفى المحال، يفتى الناس فى شؤون الدين ويعلمهم قواعد ما يراه صحيحًا إلى آخر منظومة توسع الزوايا المعروفة؟.

العجيب أن «المول» محاط بالقمامة والقاذورات التى يلقيها الأشخاص أنفسهم، ويسكت عنها المدافعون عن تحول البهو إلى زاوية. أليست النظافة من الإيمان؟ وضمن منظومة التناقض حيث «بنحب ربنا قوى»، لكن نسير عكس الاتجاه، ونعرض حياة الآخرين للخطر، ونعتبر القيادة الخطرة ولف الميادين «عكس»، وإيقاف السيارات فى الـ«يو تيرن»، ونعطى السيارة لـ«الننوس» الصغير ليتعلم بها القيادة وهو لم يتعد العاشرة أو الـ11 من عمره، فهذه أمور حلال حلال. أما مجموعات الـ«واتس آب» التى يُفترض أن تعرض مشكلات السكان وغيرها، فهى عامرة بدروس الدين التى تمزج سم جماعات الإسلام السياسى فى عسل التدين، والحديث يطول.

أخشى أن ترك الساحة دون تعليم مدنى وتثقيف تنويرى وفنون راقية يدفعنا دفعًا نحو الهاوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا الخطر الداهم هذا الخطر الداهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon