توقيت القاهرة المحلي 23:43:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شمشون حين هدم المعبد

  مصر اليوم -

شمشون حين هدم المعبد

بقلم - أمينة خيري

ليس هناك ما هو أروع من التضامن الإنسانى. والتضامن مع غزة وأهلها واجب على كل ذى قلب وعقل. مشاهد الأطفال الناجين من قصف دك بيتهم على رؤوسهم وهم يبحثون عن أمهم وأبيهم وإخوتهم وسط تلال من الجثامين يدمى كل من يحمل قلبًا. ومتابعة بحث الأمهات عن أطفالهن وسط الركام أو في الخيام التي باتت مخصصة للجثامين بعدما امتلأت مشارح المستشفيات بالشهداء كفيلة بأن تمنع النوم من التسرب إلى الجفون. لكن قياس حجم التضامن لا يقاس بمدى علو الصوت بيننا.

الهتاف بوقف الكارثة الدائرة رحاها والتى ستمتد حتمًا إلى مناطق أخرى، والتظاهر والاعتراض، واتهام دول العالم الداعمة لإسرائيل في حرب الإبادة يجب أن يصل كل هذا إلى هذه الدول. ويجب كذلك أن يصل إلى أهل غزة ليعلموا أنهم ليسوا وحدهم. لكنى أتحدث عن الصراخ الذي نمارسه بين بعضنا البعض لمجرد وجود رؤى مختلفة للمأساة، أو تناول غير متطابق مع أصحاب الحناجر العالية. صراخنا بين بعضنا البعض غير مجدٍ، شأنه شأن مطالبات تعكس حرقة القلب، لكنها تجافى العقل والواقع. وما إن تذكر كلمة «عقل» أو «تعقل» أو «تحكيم عقل» أو أي عبارة تحمل كلمة عقل وتصريفاتها، حتى ترتعد أوصال البعض، ويتهموك بانعدام القلب والإحساس والشعور.

فحين يعتقد أحدهم أن حل المأساة أسهل ما يكون، كل ما عليك عمله هو إرسال الجيش عبر الحدود وتحرير فلسطين من الاحتلال، ورد الأرض لأهلها، ونكتب كلمة «النهاية السعيدة» أمام كارثة عمرها 75 عامًا! وبالطبع الحديث هنا يكون عن الجيش المصرى ولا جيش سواه، ولا مشاركة إلا منه! ويستمر هذا الطرح عبر أسئلة ساذجة مثل «أليس لدينا أسلحة؟ ما المشكلة إذن؟» وتتوالى الطروحات مثل إلغاء معاهدات، وفتح حدود على مصاريعها، وقطع علاقات، وطرد سفراء كل الدول المساندة لإسرائيل، ومقاطعة كل المنتجات التي تحمل «أسماء» أجنبية والقائمة طويلة. الكارثة الدائرة رحاها في غزة لا تبرر سذاجات الطرح وسطحيات الحلول. وإذا كانت الحلول السطحية مقبولة من بسطاء تحت وطأة الغضب الكبير والتضامن الإنسانى، فهى غير مفهومة من أشخاص يفترض أنهم مؤثرون في الرأى العام ومتعمقون في العلوم السياسية والإنسانية.

الحلول الحنجورية التي تثلج الصدور سهلة، لكن ماذا عن تطبيقها؟ ولنأخذ من سلاح المقاطعة مثالًا، دعك من تفنيد أثر مقاطعة المحال التي يعمل بها آلاف المصريين ويفتح كل منهم بيتًا براتبه، ماذا عن الهاتف المحمول الذي تستخدمه سيادتك لإطلاق دعوتك لمقاطعة ساندوتش البرجر وكوب القهوة؟ وماذا عن السيارة التي تقودها في الطريق إلى تجمع المطالبة بالمقاطعة؟ والقائمة طويلة. علينا أن نتذكر أن شمشون حين هدم المعبددكه على رأسه ورؤوس أعدائه، لكن بيننا من يدعو إلى هدم المعبدعلى رؤوسنا وحدنا، دون أن يقترب من الأعداء، أو حتى يسمع الأعداء بما فعله شمشون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمشون حين هدم المعبد شمشون حين هدم المعبد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon