توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفاهية الأقنعة

  مصر اليوم -

رفاهية الأقنعة

بقلم - أمينة خيري

ما يجرى هو «طوفان» كشف الأقنعة. كل الأقنعة لم تسقط، بل أزالها أغلب الأطراف لأسباب كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر أن الوضع والظرف والوقت لا تسمح برفاهية الأقنعة!. الجانب الأكبر من الدول الغربية متأرجح بين صدمة عملية حماس يوم 7 الجارى، وبشاعة ما تفعله إسرائيل فى أعقاب العملية.

ورغم ذلك، فإن أقنعة الحقوق والحريات والمدنيين العزل وقوانين الحرب والقانون الإنسانى وقواعد الحرب إلى آخر القائمة لا مجال لطرحها ومناقشتها وبحثها والمطالبة بها لأن الوقت والجهد منصبان على مسائل أخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر سلامة ومصير الرعايا الأجانب المحتجزين لدى حماس، و- إلى حد ما- حاملى الجنسيات المزدوجة من الفلسطينيين، من باب «ما هم محسوبين علينا (على هذه الدول) برضه».

الأقنعة التى تمت إزالتها- بغرض سهولة الحركة- لا تقتصر على موضوع المحتجزين فقط، بل تمتد إلى بقية تفاصيل التعامل مع ما يجرى. وما جرى من رد الرئيس الأمريكى جو بايدن بالإيجاب على سؤال وجهه إليه أحد المراسلين- أثناء صعوده الطائرة يوم الجمعة، حول ما إذا كان ينبغى لإسرائيل تأخير العملية البرية فى قطاع غزة حتى يتمكن المزيد من «الرهائن» من المغادرة.

وهو ما أثار غضبًا وصدمة بين كثيرين، حيث تم تفسير الرد بالإيجاب بأن الضغط أو التفاوض الغربى الممارس من أجل تأجيل الاجتياح البرى غرضه الرئيسى تحرير المحتجزين، ثم فلتفعل القوات الإسرائيلية ما يحلو لها، ثم «توضيح» البيت الأبيض بأن الرئيس «كان بعيدًا، ولم يسمع السؤال كاملًا، وأن السؤال بدا وكأنه: هل ترغب فى رؤية المزيد من الرهائن يُطلق سراحهم؟».

جميعها أمور لا تخلو من صراحة، سمة المرحلة. يمكن القول إن الميزة الوحيدة فى المرحلة الحالية هى أنه لا مجال لتزيين أو تجميل أو قناع. سقوط الأقنعة ليس حكرًا على أحد فى هذا «الطوفان». ميزة لأن «الصراحة» وعدم المواربة والنأى بالتصريحات والبيانات عن المجاملة أو استشعار الحرج أمور بالغة الأهمية للشعوب أكثر من القيادات.

القيادات أعلم الناس بالحقائق، لكن الشعوب كثيرًا ما يجرى توجيه رأيها العام، والتدخل فى قناعاتها وأيديولوجياتها وقيمها عبر أدوات ووسائل متعددة، تبدأ بخطاب سياسى وإعلامى مؤدلج، وتمر بمنصات الـ«سوشيال ميديا» وعصر هيمنة الإنترنت، ويبقى القوس مفتوحًا إلى ما لا نهاية. نهاية الوضع الحالى لا تلوح فى أفق قريب، لكن ما يلوح هو إعادة ترتيب أوراق على كل المستويات، على مستوى الدولة الوطنية، وإقليميًّا، ودوليًّا.

هذا الترتيب يدفع ثمنه آلاف الفلسطينيين الذين يرتقون على مدار الساعة، ويتم قصفهم ودَكّ بيوتهم، ويعيش مَن يتبقى منهم بصدمات نفسية وعقلية غير قابلة للعلاج. كل ما أتمناه بصفة شخصية هو أن نعبر عن غضبنا، مع اتباع مبدأ ترشيد الحنجورية واستثمار ما لدينا من طاقة للترتيب لما هو قادم فعليًّا لا افتراضيًّا أو حنجوريًّا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفاهية الأقنعة رفاهية الأقنعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon