توقيت القاهرة المحلي 09:13:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيزنيس الرد على الشائعات

  مصر اليوم -

بيزنيس الرد على الشائعات

بقلم - أمينة خيري

كما أن التجاهل الزائد يؤدى إلى نتائج كارثية، فإن الاهتمام المفرط قد ينتج عنه آثار جانبية. وكما أن شعور النظام السياسى، فى عهود سابقة، بأنه أعلى بكثير وأقوى بمراحل من أن يلتفت إلى ما يقال فى الشارع من معلومات لا أساس لها من الصحة، أو ما يروج له خلف أبواب مغلقة من أكاذيب، فإن الإغراق فى الاهتمام بهذه المفبركات وإيلاءها كل أنواع الرعاية من أجل التفنيد والكشف أيضًا أمر بالغ الخطورة.

وتكمن الخطورة فى قراءة ما لا يقل عن 15 خبرًا كاذبًا فى صحف ومواقع وشرائط خبرية وتنويهات تليفزيونية بصفة يومية، وذلك من أجل نفيها. والحقيقة أن الغالبية من هذه الأخبار الكاذبة لم يسمع عنها كثيرون إلا عبر وسائل الإعلام.

وسائل الإعلام باتت تخصص جانبًا غير قليل من الوقت والجهد للبحث عن الشائعات والتنقيب عما يروج من أكاذيب مصطنعة خصيصًا لضرب الدولة المصرية وإفقاد ثقة المواطن فى القيادة. والحقيقة أن هذا الوقت والجهد، وبالطبع المال المنفق، الكثير منه إهدار.

والإهدار لا يعنى إيقاف عملية تتبع الشائعات ومصادرها ومحركاتها، لكن التوازن منعًا للخلل واتقاء لشرور النيران الصديقة. وكم من شائعة يتم بثها عبر صفحة أحدهم على فيسبوك أو خبر عار تمامًا من الصحة يجرى غرسه فى تغريدة على «تويتر» تُكتَب له الشهرة ويكون نصيبه الانتشار واللمعان لمجرد أننا وضعناه تحت المجهر، ومنحناه هواء الأهمية، وأعطيناه قبلة الحياة والاستمرار، وجعلناه نجمًا بالتركيز والإشهار.

وقد أشهرت مواقع وأقسام صحفية عدة نفسها خلال الأشهر القليلة الماضية باعتبارها مواقع وأقساما متخصصة فى كشف الحقائق، وتفنيد الأكاذيب، ودحض الشائعات، ومحاربة المفبركات، وربما أيضًا تصليح البوتاجازات. ودون أدنى مبالغة أو أى مواربة أقول، وبضمير مرتاح، إن هذه الجهود المبذولة «قِلتها أفضل» والترشيد فيها أوقع. بل إن أفضل ما حققه أصحاب النفوس المعطوبة والشاشات الإخوانية الموجهة ضد المصريين على طول الخط هو جذبنا والدفع بنا إلى مستنقع يهدر الجهد ويشغل الاهتمام ويملأ فراغ المعلومات بأكاذيب وشائعات لم يسمع عنها كثيرون. كثيرون باتوا يجدون فى فقرات الرد على الشائعات وأقسام تفنيد الأكاذيب مادة ترفيهية مسلية ما حول بعضها إلى «بيزنيس»، وهى مادة أشبه بصفحات الحوادث الورقية فى عقود سابقة وقت كانت الصفحات الأكثر قراءة واهتمامًا من قبل الملايين. كان الملايين حينئذ يبحثون عن إثارة فى أسلوب الكتابة، وربما قليلًا من تلميحات جنسية «يُتَبل» بها الصحفى نصه المكتوب «حيث وقفت فى الشرفة بقميص نوم أحمر كاشف، فما كان من جارها إلا أن فقد أعصابه وباغتها بالهجوم». لكن قبل أن «ينتقل كل من اللواء فلان والعقيد علان لمكان الحادث»، يكون القارئ قد ملأ فراغه. وفى الشائعات المتداولة حاليًا، لا يهم المواطن كثيرًا تفنيدها أو معرفة أصلها، لكنه يكتفى بالإثارة المتوفرة فيها. علينا ترشيد الرد على الشائعات وإغلاق باب تنجيمها والترويج لها.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيزنيس الرد على الشائعات بيزنيس الرد على الشائعات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon