توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سحر الإعلام

  مصر اليوم -

سحر الإعلام

بقلم - أمينة خيري

سحر المفعول غير مسبوق. هذه المرة، يقف الإعلام «التقليدى» و«الجديد» فى القدرة على سحر المتلقى والتحكم فى مشاعره وتوجيه غضبه وفرحه وحزنه وآماله وأحلامه مستخدمًا أدواته التقليدية والجديدة على حد سواء.

هذه المرة أيضًا، ينضم الإعلام الغربى إلى منظومة الإعلام غير القادرة - أو بالأحرى غير الراغبة - على رؤية ما لا تريد رؤيته. حتى الأمس القريب، كنا نتحدث عن انحياز التناول وزاوية التصوير ومجال التركيز واختيار النقاط التى يجرى تغطيتها وتحليلها، ثم جاء عصر الانحياز الصريح القادر على إلغاء طرف برمته.. وفى حال التطرق له، يبدو الأمر وكأنه لاعب ثانوى.

حرب غزة مستمرة فى كشف المستور. وما كنا بالأمس القريب نحذر من كونه تحيزًا ضمنيًا أو تجاهلًا ذكيًا يصعب شرحه فى كلمات أو تحديده فى نقاط، يطل علينا على مدار ساعات اليوم الـ 24 تحيزًا واضحًا لا ريب فيه. صحيح لا يمكن الادعاء بأن الإعلام العربى نموذج يحتذى فى الموضوعية والمصداقية دائمًا وأبدًا، لكن على الأقل سقط هذا القناع عمن كانوا يدَّعون ملكيته الحصرية.

متابعة القنوات الإخبارية بمختلف هوياتها وجنسياتها وأجنداتها يجعل المتلقى يشعر وكأن الحقيقة حقيقتان، أو كأن الحرب الجارى تغطيتها على هذه القناة تختلف عن تلك الدائرة رحاها على القناة الأخرى. غالبية المتلقين أو المشاهدين يميلون إلى اختيار القناة التى تتطابق أو ترضى تغطيتها ميلهم وأيديولوجيتهم وأفكارهم السابقة. فى الأحوال العادية- بما فيها الحروب العادية (إذا جاز التعبير)- يبحث المتلقون عن قنوات ومواقع اكتسبت صفة «الشطارة» فى تغطية الأزمات والكوارث.

و«الشطارة» هنا يُقصد بها التواجد فى المكان عقب وقوع الحدث، وفى بعض الأحوال - كما شهدنا فى قنوات إقليمية خبرية فى حروب سابقة - التواجد قبل وقوع الحدث وتصويره بينما يقع!.. هذا بالطبع بالإضافة إلى التغطية المهنية من حيث استيفاء الخبر عناصره، والاستعانة بمحللين على علم بما يتحدثون عنه.

لكن حرب غزة قلبت المعايير فى الإعلام، أو ربما أهمية وفداحة ومحورية ما يجرى، ليس فقط لإسرائيل والقضية الفلسطينية، ولكن فى توازنات العالم كله، ولاسيما الدول الكبرى. حتى الصراعات التى كانت مندلعة ومستمرة قبل حرب غزة ستتغير موازينها ومصائرها فى ضوء ما يجرى فى غزة.

ربما هذا يفسر جزءًا من التراوح الكبير فى التغطيات الإخبارية، والدَّقّ الهائل على أوتار دون غيرها، كلٌّ حسب توجهه. خاسران رئيسيان يطلان برأسيهما فى هذه الفوضى المهنية العارمة: أهل غزة، والحقيقة.

وأشير فى هذا الصدد إلى أن حجم ما يتعرض له المدنيون فى غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية لا يظهر إلا على القنوات العربية التى لا يشاهدها سوى العرب. والعكس صحيح على القنوات الغربية، حيث لمحات بسيطة مما يجرى فى غزة وتركيز كبير لما يجرى فى إسرائيل، وهى القنوات التى لا يشاهد الغرب سواها، وهو ما يعمّق أثر السحر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر الإعلام سحر الإعلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon