توقيت القاهرة المحلي 16:53:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منتدى «كل» الشباب

  مصر اليوم -

منتدى «كل» الشباب

بقلم - أمينة خيري

التدقيق فى كتابات يخطها طلاب جامعات مصرية يستهل بعضهم تعليمهم الجامعى ويستعد البعض الآخر للتخرج والحياة العملية، يدفعنا دفعاً لإعادة النظر فى هذه الفئة الضخمة كماً وكيفاً. ولا نملك سوى استعراض أحداث سنوات سبع مضت تبدو وكأنها سبعة عقود لفرط ما جرى فيها وفينا، منذ الثورة فى عام 2011 نختلف أو نتفق فى توصيفها ووصفها، لكنها تظل ملقبة بـ«ثورة الشباب».

الشباب الذى تظل بلدان العالم تنظر إليهم بعين منقسمة قسمين متضادين متساويين باعتبارهما المشكلة والحل والصداع والمسكن والتحدى والفرصة، هم تحدى مصر الرئيسى وفرصتها. وبينما مئات وربما آلاف الشباب المصرى يضىء طرقات وكواليس ومنصات وقلب منتدى شباب العالم الذى يبدأ أعماله اليوم فى شرم الشيخ عبر لجان تنظيمية واصلت الليل بالنهار، وآخرين متحدثين ومشاركين ومتفاعلين ومؤمنين بقدراتهم على إحداث نقلة ما فى حياتهم وحياة من حولهم نحو الأفضل، هناك آلاف غيرهم اختاروا طرقاً مغايرة.

ولولا معرفة شخصية بأن النسبة الأكبر من شباب المنتدى تم اختيارها دون وساطة من فلان بك أو كارت توصية من علان باشا، لتشككت كما يتشكك آخرون فى سبل الاختيار. ولولا معرفتى الشخصية بعدد كبير من شباب المنتدى، والخلفيات الاقتصادية والاجتماعية العادية جداً التى ينتمون إليها، والقدرات الفكرية الهائلة والمهارات المختلفة التى اكتسبوها عبر ورش وبرامج تدريبية عدة لتشككت كما يتشكك غيرى فى مواصفاتهم التى تؤهلهم فعلياً ليكونوا من خيرة شباب العالم.

وعودة إلى كتابات يكتبها البعض من الشباب المشار إليه فى أول المقال والتى يفترض أن تكون مكتوبة على أيدى شباب ينتمون إلى فئة الـ«A Class» كما يصنفها خبراء الاقتصاد وعلماء الاجتماع فى إشارة إلى «كريمة المجتمع» وطبقاته الأعلى، فإن العين لتدمع والقلب ليعتصره مزيج من الأسى والغيظ. تدوينات فيسبوكية تشير إلى «منتدى الحكومة» و«الشباب الواسطة» والفعالية التى لا تمت بصلة للواقع وقائمة طويلة من الأحكام والاتهامات والتوصيفات المرتكزة على أحاسيس تدور فى بال كل منهم، وتنتقل انتقال النار فى هشيم الفيس بوك حيث دوائر الأصدقاء والمعارف.

تسأل أحدهم: هل تقدمت للمشاركة فى المنتدى؟ يرد بسرعة: لا طبعاً لأنهم لن يقبلونى. تعاود السؤال بشكل مختلف: هل جربت من قبل وتم رفضك؟ يرد: لا. ولحسن الحظ أن زميلة له فى الجامعة نفسها تفاجئه بأنها تقدمت للمشاركة ولم تطلب وساطة أحد وتم قبولها. يهز كتفيه، ويقول ببلادة: ماعرفش بقى، آهو كلهم بيقولوا كده. تسأله: ما الذى لا تعرفه؟ ومن هم كلهم؟ وما الذى يقولونه؟ فيدخلك فى دوائر مفرغة من الكلام الفارغ.

جانب من الفراغ يقبع أيضاً فيما يكتبه البعض من شباب مصر الذى هو تحديها وفرصتها من أساليب لا ترقى إلى تلميذ فى المرحلة الابتدائية. ولولا ما رأيته بعينى من تدوينات عديدة تشير إلى أن «الخطواط كلها مشكوك فيها. إيش ضمنى أن البرنس اللى رايح ده مش أريب ولا ساحب حد من الكبار؟!» لقلت إن ناقلها يبالغ.

والمبالغة أنواع وأشكال. ومن يبالغ فى إصدار أحكام مسبقة غارقة فى الإيجابية ومتنبئة بنجاح مبهر عليه أن يتعقل ويتروى وينتظر. ومن يبالغ فى توجيه اتهامات متواترة بأن الوساطة تتحكم، والكوسة تهيمن إلى آخر منظومة «رايحة بينا على فين يا مصر؟!» عليه كذلك أن يتعقل ويتروى وينتظر.

منتدى شباب العالم جهد كبير يستهل أعماله اليوم بجدول أعمال متخم بقضايا لا تهم الشأن المصرى فقط، لكنها على قائمة اهتمامات الكوكب كله. فبين أهمية القوى الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب ونحن فى أمس الحاجة لذلك، وآليات بناء المجتمعات بعد الصراعات ومنطقتنا متخمة بها، ومستقبل العمل فى عصر الذكاء الصناعى وهو صميم اهتمامات الشباب، ودور الفن والسينما فى تشكل المجتمعات، وهو مكون ينافس قوى التطرف والظلام، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الهوية والخصوصية وهو ما نعانى منه كثيراً، وغيرها الكثير من الموضوعات التى تشكل فرصة للشباب وتحدياً وعائقاً وحلاً، وصداعاً وعلاجاً، تدور فعاليات منتدى الشباب، كل الشباب.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتدى «كل» الشباب منتدى «كل» الشباب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon