توقيت القاهرة المحلي 22:51:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة القانون

  مصر اليوم -

دولة القانون

بقلم - أمينة خيري

دولة القانون، وكل ما سواها لا يسمن أو يغنى من حوادث مأساوية وأحداث كارثية. بل إن كل الحلول الأخرى، حيث حلول بين البينين والمنطقة الرمادية والحجج المطاطية لا تقيم أممًا أو ترفع هممًا.

وكم كان مشهد الطفل الذى تعرض لاعتداء من كلبين فى «مدينتى» مفرحًا حينما استقبله وزير العدل المستشار حسام عبدالرحيم هو ووالده، ليرسل رسالة قوامها أن من لديه حق يمكن استعادته عبر القانون.

لكنى أيضًا تمنيت لو أن القانون كان قد طبق من قبل هجوم الكلبين. ومن يربى كلبًا ويقصر فى حقه، أو يخرج به دون كمامة، أو يحرمه من الرعاية يجب أن يخضع للقانون.

القانون الذى ترِك وأهمِل على مدى عقود، إما بدافع عدم التطبيق أو بوازع التفرقة فى التطبيق يبحث هذه الآونة عن مخرج ليفرض نفسه، ولن أقول من جديد، لأن تطبيق القانون لم يكن يومًا حاسمًا أو صارمًا أو فارضًا نفسه كما ينبغى.

حادث القطار- الذى لم تُعلن أسبابه المباشرة أو نتائج التحقيق فيه بعد- لن يخلو من المتهم الرئيسى المعتاد ألا وهو الإهمال. والإهمال عنصر بشرى مائة فى المائة. وأطرافه لا أول لها أو آخر. وإذا كان الوزراء يتحملون المسؤولية السياسية للحوادث الكبرى، فإن واقع الحال يشير إلى أن المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والسلوكية موزعة بين الجميع. فبين مسؤولين ارتضوا أن يغضوا الطرف عن أصول الإدارة وقواعد تسيير العمل وبديهيات الرقابة وتطبيق معايير ومقاييس الأمان والصيانة، وموظفين كبار وصغار وعمال انتهجوا نهجًا مريحًا قائمًا على مبدأ «كلشنكان». فلم تعد هناك قواعد للعمل أو مسؤوليات له أو أخلاقيات وسلوكيات تشكل جزءًا غير قليل من أداء المهمة، ضاعت المسؤولية وتبخرت القدرة على توجيه اتهام حقيقى للمسؤول عن الكوارث والإهمال.

الكوارث من صنع الإنسان ومنظومة الإهمال التى تخرج لنا لسانها، بينما نتنفس، تدين ببقائها وتعلن ولاءها كل يوم لغياب القانون، أو فلنقل وهن تطبيقه. وكيف تطبق القانون فى حادث مرورى وقع فى أحد أكبر تقاطعات مصر الجديدة حيث إشارات المرور التى تم تركيبها قبل أشهر قليلة ومعها كاميرات تقدر ثمنها بالملايين تحولت إلى ضوء أصفر يضىء ويخفت على مدار الساعة؟! هل تعاقب السائقين الذين هشموا سيارات بعضهم البعض؟ أم من عطل الإشارات؟ أم من عرف أنها معطلة ولم يتخذ خطوات لإعادة تشغيلها؟ أم من يستبدل الإشارات المعطلة بأفراد فاعلين فاهمين من إدارة المرور؟ وكيف تطبق القانون فى حادث القطار؟ هل تعاقب من ترك الجرار يسير بهذه السرعة، أو عبث به؟ أم تعاقب من قصر فى مهام الرقابة والمتابعة؟ وكيف تطبق القانون فى حادث الاعتداء على طفل من قبل كلبين؟ هل تقتل كل الكلاب؟ هل تمنع الناس من تربية الكلاب؟ أم من ترك الناس تربى الكلاب دون علم أو تحمل مسؤولية؟

إنها مسؤولية دولة القانون!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة القانون دولة القانون



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon