بقلم - أمينة خيري
تشاء السماء أن ترسل للمخنوق والمضغوط والمكتئب بين الوقت والآخر نسمة أمل خفيفة لطيفة مؤثرة. وبينما أحوال المحروسة تضيق الخناق على الكثيرين منا، ممن لا تتوقف شكواهم عند حدود مرارة الدواء الاقتصادى أو ضراوة الإصلاح التعليمى، بل تمتد لتصل إلى استمرار تفجر نتاج التجريف الاجتماعى والسلوكى والأخلاقى فى وجوهنا، تبدع مجموعة من الشباب والشابات فى انتشالنا ولو مؤقتًا عبر فكرة.
فكرة هى نقطة البداية للانطلاق. والانطلاق لا يعرف حدودًا أو قيودًا أو عراقيل. وطالما الفكرة قابلة للتحقيق فهى تصبح مؤهلة للتحول إلى مشروعات واعدة. خمسون فكرة لتطبيقات يمكن إنجازها على الهواتف المحمولة قدمها 50 طالبًا وطالبة فى كلية الإعلام فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى من شأنها أن تحدث نقلة فى المجتمع المصرى.
تطبيق يشبك بين كبار السن ممن يحتاجون رعاية صحية ونفسية وخدمية من جهة والأطباء المتخصصين والممرضات والمتطوعين المستعدين للتبرع بوقت وجهد لتقديم المساعدة ولو كانت مجرد ونس أو نقاش أو صحيفة من جهة أخرى. تطبيق آخر يقدم طوق نجاة لمن يعانى اكتئابا مرضيًا أو مشكلة نفسية أو توترا ضاغطا قد تدفع إلى الانتحار، وذلك عبر تقديم الدعم الصحى والنفسى عن بعد، مع إمكانية المساعدة لإلحاق الشخص المعرض للانتحار بمكان يقدم الخدمة الطبية المطلوبة فى سرية تامة. وتطبيق ثالث عبارة عن بنك معلومات يوفر خدماته المعلوماتية والتشبيكية بين العاملات الباحثات عن عمل وأصحاب البيوت الباحثين عن هذه الخدمة المهمة، وذلك بحسب مكان الإقامة. المهم فى هذا التطبيق ليس فقط ضمان العاملة، حيث معلوماتها الشخصية متوافرة لدى التطبيق، ولكن فى عرض التطبيق باعتباره «وسيلة لتحقيق الآدمية المفقودة لهذه الفئة من العمالة فى مصر». ليس هذا فقط، بل أن تكلفة عملية التنظيف محددة سلفًا، وتقييم العاملة وصاحب البيت شرط لضمان الخدمة، وهو ما يوفر معلومات مهمة للطرفين.
الأطراف الضالعة فى منظومة القمامة بدءًا بمنتجيها من أصحاب البيوت والمحال، مرورًا بجامعيها وانتهاء بالمستفيدين منها يجمعهم تطبيق فريد من نوعه. وسر التفرد ارتكازه على جوانب بيئية.
والاستفادة لا سقف لها عبر تطبيقات الهواتف المحمولة التى يبدعها الشباب. خذ عندك مثلاً فكرة تضمن مصداقية وسرعة وسهولة حصول الطالب على «شهادة طبية» تفيد غيابه لأسباب مرضية، وهى عملية باتت صعبة فى ظل إساءة استخدام طلاب لها وتحويلها إلى ذريعة للتزويغ، ومن ثم تضييقات تفرضها إدارة الجامعات ما يضر بالفئة المستحقة أصلاً. وآخر يقدم الدعم المعلوماتى والنفسى والتوعوى لمريضات سرطان الثدى والمقربين منهن، وقائمة الأمل والعمل طويلة. قد تكون مجرد تطبيقات على الهواتف المحمولة، لكنها تعنى أن الشباب قادم بقوة.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع