توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لزم التنويه

  مصر اليوم -

لزم التنويه

بقلم - أمينة خيري

قبل سنوات قليلة، كتبت فى هذه المساحة متسائلة: أين ذهب متظاهرو «الشرعية»؟، قاصدة طلاب وطالبات الإخوان، الذين كانوا يحتشدون أمام مبانى جامعة الأزهر فى مدينة نصر فى عامى 2013 و2014. واليوم، أجد الداعى إلى إعادة نشر بعض الأسطر والأفكار والتساؤلات. كتبت أن «هؤلاء الطلاب والطالبات الذين كانوا يدخلون فى مواجهات دامية مع رجال الأمن بدافع أيديولوجيات وقناعات وأفكار تربوا عليها وتجذرت فى قلوبهم وعقولهم طيلة سنوات دراستهم، أين هم الآن؟. جانب كبير من هؤلاء لم يكونوا كلهم مدفوعين بالعمالة أو تقاضى الأموال، فهذا أهون، ويمكن علاجه، بل كانوا مدفوعين بقناعات يحملها الأهل على الأغلب، وسيورثونها لصغارهم دون شك. هؤلاء الذين شربوا جانبًا معتبرًا من قناعاتهم تلك فى رحاب قاعات الدرس التى ترددوا عليها، أين هم الآن؟، وأين يعملون؟.

منهم مَن يعمل بالتدريس دون شك، ومنهم مَن التحق للعمل ببنك وشركة ومؤسسة ومستشفى، فهل خلعوا معتقداتهم وأفكارهم على باب أعمالهم؟، وهل امتنعوا عن توريث فكرهم لصغارهم ومَن حولهم؟». أسئلة طرحتها، ولم يرد علىَّ أحد حينها. وأكرر كما كررت وقتها، فهذه ليست دعوة بكل تأكيد إلى ملاحقات أمنية، لكنها دعوة إلى التفكير والتدبير. لماذا؟. لأن الأفكار لا تموت، لكنها تُعالج وتستقيم، أو تُترك على حالها، فتستمر فى نشر المرض ونثر أعراضه وتوريثه لمَن حولها.

ولأننا لسنا فى زمن معجزات، بل فى زمن إعمال العقل وتحكيم المنطق والبحث العلمى، فإنه من غير الوارد أن يكون هؤلاء الطلاب والطالبات قد أصبحوا مواطنين أسوياء فكريًّا لا يخلطون فكر الإخوان ومنهج السلفيين بعملهم ومحيطهم. قد يكونون كامنين، لا يصدرون ضجيجًا، لكنهم بكل تأكيد فى حراك يومى مستمر.

وأُعيد فتح الموضوع، اليوم، لأن بيننا مَن ضاق ذرعًا بحديث الإخوان. طغت الأوضاع الاقتصادية الصعبة على مخاوف الإخوان، وظن كثيرون أنهم «خلاص زهقوا»، أى فقدوا الأمل فى الوصول إلى الحكم وتحويلها إلى دولة دينية صرفة. والحقيقة أنه لا يمكن اللوم على المواطن العادى. ليس من اللائق أن أطلب منه أن يُستنفَر أيديولوجيًّا، بينما هو مُستنفَر اقتصاديًّا.

ولكن هؤلاء الذين تساءلت عنهم قبل سنوات موجودون حولنا ومعنا. هؤلاء- بحكم طبيعة فكر الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسى- لا يستسلمون، فقط يخلدون لبيات شتوى أو صيفى حتى تصبح الأجواء مناسبة ليطلوا برؤوسهم وأفكارهم وغاياتهم من جديد. والحلول لا يمكن أن تكون أمنية، والمواجهات لا ينبغى إلا أن تكون فكرية وتوعوية وتعليمية وأخلاقية، والتى سبق أن لخصها الرئيس السيسى غير مرة على مدار سنوات بمطالبته بتنقيح أو تطهير أو تجديد أو تحديث الخطاب الدينى. أخشى أن يعاود هؤلاء الخروج من فترة بياتهم و«ركوب» الموجة. وأخشى كذلك من فئة أخرى، يُفترض أنها تقف على طرف نقيض من جماعات الإسلام السياسى بحكم أيديولوجياتها وتوجهاتها المدنية، بل الثورية فى بعض الأحيان، لكنها للعجب العجاب تهرع للاتجاه المعاكس فى كل مرة، لذا لزم التنويه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لزم التنويه لزم التنويه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon