توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صبى المترو وركابه وأمنه

  مصر اليوم -

صبى المترو وركابه وأمنه

بقلم - أمينة خيري

فى شهر مايو الماضى كتبت مقالاً تحت عنوان «مسرح المترو الكبير»، استعرضت جانباً مما يكابده ركاب المترو، لا سيما الخطين الأول والثانى، يومياً من مصاعب ومقارف (جمع مقرفة) ومطاحن (جمع مطحنة)، من باعة جوالين بالمئات، وتفتيش حقائب للركاب بحسب المزاج وغير ذلك. وتفضلت وزارة الداخلية مشكورة بالرد على ما ورد فى المقال، وذلك عبر رسالة محترمة من السيد اللواء خالد حمدى، مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات. وجاء فى الرسالة -التى نشرتها «الوطن»- أن «إدارة شرطة النقل والمواصلات وجهت العديد من الحملات لضبط كافة المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، وأن الجهود أسفرت فى الفترة الأخيرة عن ضبط 2354 قضية بائع متجول، وثمانى قضايا تسول، وأربع قضايا متنوعة وذلك باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن».

وبالطبع فإن خطوة قيام الوزارة بمتابعة ما ينشر والرد محمودة. صحيح أن العدد 2354 قضية بائع متجول استوقفنى وذلك لأنه لم يتم تحديد الفترة الزمنية المقصودة، ولا المعنى بـ«قضية بائع متجول»، ولكن فرحتى بالرد منعتنى من السؤال.

لكن ما جرى فى الأيام القليلة الماضية يدفعنى للخوض فى المترو مجدداً. فقبل عيد الأضحى بيومين، وفى رحلة بين محطتى «الشهداء» و«سراى القبة» كان المشهد مزرياً. عشرات من الباعة الجائلين من كل الأعمار يزاحمون بعضهم البعض فى كل محطة صعوداً ونزولاً. الجميع محمل ببضائع بين مأكولات وأدوات منزلية وتجميل وغيرها. وليست مبالغة لو قلت إن عدد الباعة فى العربة كان ينافس عدد الراكبات.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نشبت معارك لفظية وأخرى بالأيدى غير مرة بين الباعة لأسباب إما تتعلق بالمنافسة على مكان البيع فى حال كانت البضاعة متطابقة، أو لأسباب تتعلق بخلافات على ما يبدو شخصية بينهم.

سبع محطات بالتمام والكمال لم يظهر فيها ولو شبح لفرد أمن يبذل جهداً لوقف المهزلة. لذلك لم أفكر مرتين قبل أن أتوجه إلى نقطة الشرطة الموجودة فى محطة سراى القبة للتعبير عن استيائى مما هو حادث، إن لم يكن لأسباب تتعلق بشكل هذه الخدمة ومحتواها التى تضاعف سعرها فلعوامل تتعلق بأمن الركاب. والحقيقة أن أول ما شاهدته فى النقطة ثلاث فتيات منتقبات ولكن بعيون مرسومة بدقة متناهية بالكحل مع عباءات تظهر ما أخفاه غطاء الوجه يحاولن إقناع أمين الشرطة بتركهن يمضين إلى حال سبيلهن مع بضاعتهن.

توجهت إلى الضابط المسئول الذى استقبلنى بأدب بالغ. وسمع منى، وسمعت منه، بل حضر معاون المباحث كذلك ليسمع منى، وسمعت منه. وخرجت بنتيجة مفادها أنهم يبذلون قصارى الجهد، وأن الظاهرة تحتاج تدخلاً «استراتيجياً» وليس أمنياً فقط، وأنه لا يمكن إيقاف هذه الجيوش قبل الدخول إلى أرصفة المحطات طالما تحمل تذاكر، وهو ما اعترضت عليه لأن بتفتيش هذه الحقائب يتضح تماماً إنها تحوى بضائع لباعة جائلين.

وبدلاً من أن أخرج من نقطة الشرطة ببعض من أمل فى إمكانية تطويق الظاهرة الرهيبة، خرجت بفقدان أمل كامل. وتحول فقدان الأمل إلى صدمة كبيرة بعد تداول فيديو رجل الأمن بملابس ملكية ومعه فرد أمن فى عربة السيدات فى المترو، والأول يضرب ويسب الدين لبائع جائل صبى.

أيقنت أننا فى مأزق لو تعلمون رهيب! فمواجهة الباعة الجائلين لا تتم بالضرب المبرح وسب الدين. وبين السيدات فى المترو من لا ترى فى وجود جيوش الباعة مشكلة، وتسمع إحداهن قائلة «وإيه المشكلة يعنى؟!» والصبى نفسه -رغم أنه خارج على القانون- يبقى ضحية مرتين، مرة لمجتمع غرق فى قرون وسطى من إنجاب دون حساب تحت شعار الحرية الشخصية والحرمانية الدينية للتنظيم، وغض الطرف عن ظواهر قاتلة مثل أطفال الشوارع وعمالتهم وهى ظواهر لا تؤرق مشايخ التحريم ودخول الحمام باليسرى والخروج باليمنى، ناهيك عن دوائر مفرغة من كيفية تعامل الأمن مع مثل هذه الظواهر، إن أراد التعامل معها.

لنا الله!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صبى المترو وركابه وأمنه صبى المترو وركابه وأمنه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon