توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة

  مصر اليوم -

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة

بقلم - أمينة خيري

النظام الجديد لم يعد مجرد تنبؤات. بات خطوات وإجراءات. ونحمد الله كثيراً أن هذا النظام يجري تشكيله بوعي كامل من قبل العديد من الدول العربية، لا سيما أن شرقاً أوسطياً جديداً أيضاً في الأفق، ستسرع من وتيرته الحرب الدائرة رحاها حالياً بين «حماس» وإسرائيل.

المؤكد أن قوى عدة في العالم تحاول الدفع لتشكيل نظام جديد بحسب رؤيتها ويطابق مصالحها. لكن المؤكد أيضاً أن المنطقة العربية، أو على وجه الدقة، عدداً من الدول العربية لم يعد مجرد أرقام يجري تحريكها، بل هي دول ذات سيادة تحدد مصالحها وسبل تحقيقها مع أخذ البعد العربي في الحسبان. وعلى الرغم من أن المنطقة عامرة ببؤر الصراع التي تأبى أن تهدأ، إلا أنها عامرة أيضاً بمناطق الإبداع والقدرة على المضي قدماً.

أهمية الدولة الوطنية وقوتها صارت حقيقة محسوسة ومرغوبة، وذلك بعد عقود طويلة من غلبة أيديولوجيات ثبت ميلها للنظرية أكثر من التطبيق، أو لم تعد رومنسيتها قادرة على الصمود في وجه واقع مختلف شكلاً ومضموناً. والواقع الدائرة رحاه في غزة وإسرائيل وجنوب لبنان يؤكد ذلك. مكانة الدول لم يعد يحددها مدى قربها أو بعدها عن أحد القطبين الدوليين.

بالطبع ستظل أمريكا قوة عظمى، وستظل روسيا تحاول استعادة مكانة الاتحاد السوفييتي السابق. لكن الساحة بات فيها متسع للصين والهند ومنطقتنا، سواء كوحدة واحدة أو تكتلات من الدول العربية.

في منتدى الإعلام العربي في دورته الـ21 التي استضافتها دبي الشهر الماضي تحدث معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس دولة الإمارات عن التوجه السائد في المنطقة لمنح الأولوية للعوامل الجيواقتصادية وتقديمها على العوامل الجيوسياسية. الجميع يعلم أن ما يجمع المواطنين العرب أكثر بكثير مما يفرقهم.

والجميع أيضاً على يقين بأن الوقت حان للحديث عن المستقبل والبناء، بدلاً من الاكتفاء بالإغراق في الماضي. لذلك، حين تحدث معالي د. قرقاش عن إنه لا ينبغي السماح للحسابات السياسية الصغيرة أن تتحكم في الحسابات التنموية الكبيرة، فإن كثيرين شعروا بارتياح بأن ما يجول في الصدور بات أمراً يعمل عليه الساسة.

في الشرق الأوسط الجديد، القيم سائدة وما يجمعنا حاكم، لكن مصالح دولنا لن تتحقق بمزيد من الإغراق في الخلافات السياسية أو اعتبار الركض خلف أضغاث أحلام غايات كبرى. وحين قال معالي د. قرقاش عن دولة الإمارات:

«لسنا دولة عظمى أو دولة ضخمة من حيث الحجم، لكن عندنا القدرة على الحركة والإبداع وأخذ المبادرة»، فإنه لخص مقتضيات العصر. المسألة لم تعد مساحات كبرى وتحالفات عظمى وقوى نووية فقط. المسألة تحتاج وعياً بمتطلبات الواقع لا الخيال، والتعاون المشترك القائم على المنفعة المشتركة، وإيجاد حلول مستدامة للمشكلات المزمنة التي تنفجر في وجوه الجميع من وقت لآخر.

مشروع الممر الاقتصادي الجديد مثلاً هو ترجمة فعلية للمنافع المشتركة. بناء الجسور وردم الفجوات أصعب بكثير من المضي قدماً في تعميق الفجوات وتوسعة رقعتها، لكن على المديين المتوسط والطويل، يؤتي البناء ثماراً للجميع.

لا أحد ينكر أن منطقة الشرق الأوسط كانت وستظل إحدى أكثر مناطق العالم سخونة، والحرب المحتدمة الآن في غزة خير دليل. والبناء في الأجواء الساخنة ليس بالأمر السهل، لكنه أيضاً ليس مستحيلاً.

العوائق والعثرات ستكون كثيرة، لكن الإمكانات والفرص أكثر. وطالما نتحدث عن الإمكانات والفرص، فإن «كوب 28» أو الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي تستضيفها الإمارات بعد أسابيع، هو أحد الترجمات الفعلية للإمكانات والفرص. كما أن التسريع بحل الدولتين الذي ربما تسفر عنه الحرب الحالية، رغم فداحة الثمن، سيكون ترجمة لإمكانات المنطقة التي طال تعطيلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon