توقيت القاهرة المحلي 06:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوعي «بعافية»

  مصر اليوم -

الوعي «بعافية»

بقلم - أمينة خيري

هل يمكن أن يأتى اليوم الذى تتحول فيه «الثانوية العامة» إلى سنة عادية، أو حتى شبه عادية، يذاكر خلالها الطالبات والطلاب، ويخضعون للامتحانات، وينتظرون النتيجة شأنها شأن باقى سنوات الدراسة؟. هل هناك أدنى احتمال أو أمل أن تتوقف آلات شيطنة الثانوية العامة، والانتفاع منها بغرض صناعة الترند، وتوليد الأرباح المليونية، (وربما المليارية نظرًا لحجم الإقبال على معلمين يضطر بعضهم إلى استئجار استاد أو ملعب رياضى ليتسع لـ«طالبى العلم»).

وافتئات البعض فى منصات إعلامية على «إغماء جماعى لطالبات الثانوية العامة لدى ظهور سؤال يحتاج تفكيرًا» و«أمهات الطلاب ينخرطن فى موجة عويل على باب اللجنة» و«زوج يرمى يمين الطلاق على زوجته بعد فشل الابن فى الالتحاق بكلية الطب» لصناعة عناوين تنافس على كعكة «الترند»، وانتفاع الكثيرين من استمرار الثانوية العامة «بعبع» وليست سنة دراسية مؤهلة لمرحلة التعليم الجامعى أو الفنى أو الاكتفاء بهذا القدر؟.

.. خبرتى المهنية البسيطة فى هذا الشأن تخبرنى أن المقاومة الشعبية لتعديل نظام التعليم ليصبح قائمًا على تفكير نقدى بديلًا للحفظ الصم الذى يتم سكبه على ورقة الامتحان، أو الأسئلة التى تقيس فهم الطالب للفكرة، لا حفظ الفكرة، عنيفة عتيدة رهيبة. هذه الخبرة المحدودة تخبرنى كذلك أن أطرافًا عدة تغذى هذه المقاومة بشكل كبير، ولكن من خلف الأبواب المغلقة.

لماذا؟. لأن مصلحة هذه الأطراف الشخصية، وليست الوطنية أو التربوية أو التعليمية، تُملى عليها الإبقاء على نظام التعليم قائمًا على الحفظ والصم، ثم السكب والتفريغ، وبعدها يتبخر المحتوى بشكل شبه كامل. مصلحة هذه الأطراف المادية تدفعها إلى القيام بكل شىء وأى شىء من أجل صون معبد التعليم الموازى، المتمثل فى «السنتر» والمدرس الجوال على البيوت. وبالطبع، فإن مكون «التربية» خرج ولم يعد فى هذه المنظومة التى لا تقتصر على الثانوية العامة، ولكنها سمة التعليم من هذا النوع.

بالطبع أيضًا، وبكل تأكيد، هناك مَن مازال قابضًا على جمر الصالح العام، رغم أن هذا البعض صار أقلية، بل صار عرضة للتنمر والمحاربة لأنه يسبح عكس التيار. أخشى أن تكون قيمة التعليم، (وبالطبع التربية)، قد تعرضت لهزة عنيفة لدى العقل الجمعى، فالطبقات والفئات القادرة على «تعليم» أبنائها فى نظام تعليم خاص تعتقد أنها نجت بأنفسها وبصغارها.

أما الطبقات الأخرى، فبينها الكثير ممن بات ينظر للتعليم باعتباره مضيعة للوقت، مقارنة مثلًا بقدرة الأسرة على ضخ أربعة أو خمسة عيال، ويتم تسريحهم للعمل فى الأعمال الحرة مثل «مساعد دليفرى» أو سائق توك توك أو صبى فى ورشة وغيرها.

الوعى «بعافية» شديدة، وإلا لما تعرضت فكرة إصلاح التعليم وتوجيهه صوب التفكير النقدى والفهم، لا الحفظ واكتناز الدرجات لصبها فى مكتب التنسيق، لهذا الكم من المقاومة الشعبية. هذه المقاومة تلعب دورًا فى الإبقاء على الثانوية العامة «بعبع»، ويظل الدور الرئيسى لإخراج الوعى من غفلته مسؤولية الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعي «بعافية» الوعي «بعافية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon