توقيت القاهرة المحلي 09:51:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة أطفال الدواعش

  مصر اليوم -

عودة أطفال الدواعش

بقلم - أمينة خيري

فى العام الماضى تابعت عن كثب تفاصيل عودة الدواعش المراهقين والشباب البريطانيين إلى بلادهم بعد انتهاء مهامهم «الجهادية» فى سوريا والعراق، أو بعد استيقاظهم ذات صباح على وقع حياة لم تكن فى الحسبان. ورصدت وقتها مشاعر مختلطة ومتباينة، حيث عودة الابن «المجاهد» إلى بلده شوكة فى حلق الجميع. فلو كان قد قتل فى أرض المعركة لتنفس الجميع الصعداء، على الرغم من دموع الأهل على الابن الذى راح. لكن عودته سليمًا معافى البدن تعنى أن صفحة من صفحات الجحيم انفتحت على مصراعيها للجميع. فالأهل فى حيص بيص لا يملكون من أمرهم شيئًا. فإما هم يميلون إلى كفة التطرف والتشدد لكنهم ملتزمون بالسكوت إذعانًا لقوانين البلاد (وهؤلاء كثر)، وإما هم أنفسهم فوجئوا بجنوح الابن أو الابنة بعيدًا عن أعينهم. أما الدول فتجد نفسها فى موقف صعب لا تحسد عليه. فالقوانين هناك صارمة، والقواعد حاكمة. تجد الدولة نفسها عادة بين نارين: نار بذل الجهد  من أجل الدمج وإعادة التأهيل، ونار التشكك والمراقبة خوفًا من انتقال الفيروس إلى آخرين. وكل من الطريقين مزعج وطويل ومكلف، لا سيما أن جانبًا من الفكر الحقوقى الظاهر يفرض على الدولة هناك اعتبار المواطن «الجهادى» كيوت وجميلا لحين إشعار آخر وثبوت ضلوعه فى ذبح هنا أو تفجير هناك أو اغتصاب وتفخيخ سبايا هنا وهناك.

ومن هناك إلى هنا، حيث عودة أطفال الدواعش المصريين تباعًا إلى مصر قادمين من ليبيا. 12 طفلا وطفلة مصريين فقدوا آباءهم الدواعش المصريين فى المعارك الطاحنة فى ليبيا. اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت أنه تمت إعادة 12 طفلا غير مصحوبين بذويهم من مدينة مصراتة إلى القاهرة. وبحسب القوانين والأعراف الدولية، فإنه حفاظًا على خصوصية الصغار وعائلاتهم، فإن مزيدًا من التفاصيل لن يكون متاحًا. لكن المتاح هو أنه تم العثور على أولئك الأطفال من أعمار مختلفة أثناء المعارك الضارية فى عدد من المدن الليبية. أولئك الأطفال خضعوا- بحسب الصليب الأحمر- لعمليات إعادة تأهيل لعدد من الأشهر فى ليبيا قبل التوصل إلى اتفاق إعادتهم إلى مصر. والأسئلة التى تطرح نفسها حاليًا ودون أدنى مواربة أو محاولة لتزيين الكلمات هى: البيئات المجتمعية والدينية الموجودة فى أماكن عديدة فى مصر، بما فى ذلك فى داخل المدن وليست القرى والأماكن النائية فقط، حاضنة ومحبة ومشجعة للتشدد والتطرف، فهل يهرب أولئك الصغار من نيران داعش على خط النار ليجدوا أنفسهم فى نيران مرحلة ما قبل داعش؟ وإذا كنا كمصريين ممن لم يقعوا صرعى فتونة التديين الإرهابى والترهيبى والمستورد عبر الحدود نعانى الأمرين من مقاومة عاتية وممانعة رهيبة فى ملف تجديد الخطاب الدينى للخروج به من غياهب العصور الوسطى، فهل يتوقع أن يجد أولئك الصغار خطابًا مختلفًا عن ذلك الذى تربوا عليه فى كنف آبائهم وأمهاتهم من الدواعش؟ سيكون أولئك الصغار أعادوا الكرة، فبعد ما قفزوا من المقلاة إلى النار، يعاودون للقفز فى المقلاة مجددًا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة أطفال الدواعش عودة أطفال الدواعش



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon