توقيت القاهرة المحلي 09:54:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنهم ينزعون المركزية

  مصر اليوم -

إنهم ينزعون المركزية

بقلم - أمينة خيري

إنهم ينزعون المركزية من المدارس، ويعطون كل إدارة مدرسة الحرية لابتداع وابتكار محتوى دراسى وشكل مدرسى ونظام تعليمى يناسب الطلاب ويوائم المنطقة السكنية. فى بريطانيا الأطر الأساسية للمناهج واحدة وواضحة. وسبل تقييم المعلمين والمدارس صارمة وحاسمة. وبين المدرسة والدولة تقييم مستقل وممنهج لأداء المدرسة ومستوى الطلاب والطالبات. الأطر الواضحة والصريحة للمناهج قوامها الأساسى القيم البريطانية المتفق عليها من حيث الانتماء والولاء واحترام التعددية. أما المحتوى واختيار المناهج وطرق تقييم الطلاب وتدريسهم فتختلف من مدرسة لأخرى. لكن المسألة ليست سداح مداح، لكنها محسوبة أقصى درجات الحساب.

فلا المعلم يُترك لأهوائه السياسية أو الدينية ليعيث توجيهًا فى أدمغة الطلاب، ولا يُسمح له بتبرير ضيق ذات اليد أو ضعف الراتب أو قلة الحافز ليعطى هؤلاء درسًا خصوصيًا أو يجذب أولئك لـ«سنتر» خارج إطار المدرسة، فالرقابة واضحة ومتابعة ما يجرى فى داخل قاعات الدرس أمر مفروغ منه. صحيح أن الـtutoring أو الشرح الخاص بدأ يؤرق البعض، لكنه يظل قيد المراقبة والمتابعة.

متابعة أداء المدارس فى بريطانيا أمر بالغ الإثارة. فالمدرسة تتأثر بالمنطقة التى تخدمها. الأحياء التى تعانى نسب بطالة مرتفعة، أو نسب جرائم أكثر من غيرها، أو وجود مهاجرين ولاجئين غير مهرة، أى غير قادرين على العمل وغيرها من العوامل تؤثر مباشرة على المدارس. فالصغار صورة لذويهم، وتركيبتهم النفسية والذهنية تتأثر حتمًا بالأجواء التى يأتون منها. ولهذا فإن المدارس التى تنجح إداراتها فى تحويل المشكلات الاجتماعية إلى نقاط نجاح دراسية، أو تتغلب على الظروف والأحوال بابتكار طرق تدريس وشرح خارج صناديق الجمود والكلاسيكية تحظى بدعم واعتراف وتقدير وتكريم على مستوى بريطانيا.

بريطانيا أدركت منذ نهاية التسعينيات أنها فى حاجة لتطوير التعليم. وفى هذه السنوات كانت الثورة الرقمية فى بداياتها. وتشهد التجربة البريطانية فى الإصلاح محاولات عدة، ونقاط إخفاق ونجاح كثيرة. ورغم أنهم قطعوا شوطًا هائلاً على صعيد التطوير ومواكبة العصر، إلا أنهم مازالوا يرصدون مشكلات ويحاولون التغلب على عقبات.

والغريب أنهم، ورغم الاختلاف بيننا وبينهم من حيث التقدم والتطور، إلا أن القائمين على أمر التعليم لديهم عشرات القصص والحكايات عن مقاومة التطوير من قبل القائمين على التعليم. فبين معلم هو الأكثر مقاومة لإدماج التقنيات الحديثة والشبكة العنكبوتية وطرق التعليم الإلكترونية فى التعليم، وطالب فى حيرة من أمره ويرفض الابتعاد كثيرًا عن الكتاب، وأهل يعتبرون التابلت شرًا من الشرور وخروجًا على المألوف، لاقى التطوير والتحديث مقاومة كتلك التى نرصدها هذه الآونة ونحن بصدد الإصلاح.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم ينزعون المركزية إنهم ينزعون المركزية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon