توقيت القاهرة المحلي 04:04:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النيش المجتمعى

  مصر اليوم -

النيش المجتمعى

بقلم : أمينة خيري

وما زلنا مع أجواء حنين حسام التى خدشت حياء المجتمع، ونالت من التزامه الأخلاقى، وهددت أمنه السلوكى لولا تدخل البلاغات، وهمة الدولة لوقف هذه التهديدات التى كان من شأنها فى حال استمرارها أن تزعزع بنيتنا القيمية شديدة الالتزام والاتزان. الاتزان المفقود فى التعامل مع منظومتنا الأخلاقية أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب «بوكسر» ابن الجيران. انتفضت المؤسسات وانبرت الأقلام وتزلزلت الأحاسيس وتعرض الحياء المصرى الفطرى لخدش عميق مازال يلملم جراحه جراء الإعلان الشهير. وتحركت المؤسسات مجدداً، ولوحت بالكارت الأحمر، وتفرغ قطاع عريض من المحظورين والمحظورات فى بيوتهم لمهاجمة الإعلان وبطلته وشركته أو للدفاع عنهم، وتم إيقاف الإعلان «لأجل غير مسمى». لكن فى عصر الثورة الرقمية وتقنية المعلومات وهذه الشبكة الدولية التى تتحكم وتحرك وتهيمن على دول وثقافات وأنظمة اقتصاد أممية وتحدد مصائر انتخابات سياسية وغيرها، لم يعد لكل ما سبق الكثير من الأثر الفعلى. بمعنى آخر، تم إيقاف الإعلان من العرض على الشاشة الفضية، لكنه يعيش أزهى أيامه على تلك الشاشات الصغيرة القابعة فى بلايين البيوت، وبين أيادى بلايين البشر حول العالم. اكتب كلمة «بوكسر» على «جوجل» وستطالعك العناوين التالية بالكلمة والصوت والصورة: «اللقطات التى أدت إلى وقف إعلان بوكسر ابن الجيران «بوكسر ابن الجيران اللى بتحبه فلانة بطلة الإعلان» «إعلان بوكسر رمضان 2020» «إجراءات مشددة فى انتظار بوكسر ابن الجيران» «بطلة إعلان بوكسر ابن الجيران تخرج عن صمتها» «إعلانات خلعت ثوب الحياء» والقائمة طويلة جداً. غاية القول ليس دفاعاً عن حنين ولا البوكسر ولا الحياء المجتمعى المخدوش، ولكن الغاية قليل من التفكر وبعض من التدبر فى تلك الدائرة المفرغة.

المجتمع المصرى يعانى الأمرين من تدهور أخلاقى وسلوكى على مر عقود طويلة، ويغرق فى فصام شعبى رهيب بين المظهر الملتزم بشدة والمحتوى المهلهل بشدة أيضاً. وهو يشعر بأمان كاذب طالما «النيش» فى السفرة وأرففه عامرة بطقم الشاى والقهوة والكاسات والخشاف والشربات والشفشق والفروت سلاط والكاكاو والصينى الـ1200 قطعة فإن البيت مستور والبنت متسترة ومهمة الأب والأم تم إنجازها على خير ما يرام. النيش المجتمعى يشعر بالراحة ويخلد إلى نومه ليلاً وهو مرتاح البال مطمئن القلب طالما النيش عمران. لا يهمه كثيراً كيف تم تعميره، أو جدوى محتوياته، أو أثر وجوده فى الحياة الزوجية والتركيبة الأسرية، فمجرد وقوفه ولو خاوى الجدوى على عروش البيت يكفى. ويكفى أن المجتمع المهلل لمفهوم شرطة الأخلاق الحميدة، والإعلام الآمر بالمعروف والمؤسسات الناهية عن المنكر والشعب المقيم الحدود الأخلاقية هو نفسه المعتبر ضحية التحرش المتهم الرئيسى والمتحرش ضحية كيوت، والسير العكسى والقيادة الجنونية وقتل الآلاف على الطريق قضاءً وقدراً، وإغلاق دور العبادة بسبب تفشى وباء حرباً على الدين والمتدينين. ولحديث «النيش المجتمعى» بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيش المجتمعى النيش المجتمعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon