توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النيش المجتمعى

  مصر اليوم -

النيش المجتمعى

بقلم : أمينة خيري

وما زلنا مع أجواء حنين حسام التى خدشت حياء المجتمع، ونالت من التزامه الأخلاقى، وهددت أمنه السلوكى لولا تدخل البلاغات، وهمة الدولة لوقف هذه التهديدات التى كان من شأنها فى حال استمرارها أن تزعزع بنيتنا القيمية شديدة الالتزام والاتزان. الاتزان المفقود فى التعامل مع منظومتنا الأخلاقية أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب «بوكسر» ابن الجيران. انتفضت المؤسسات وانبرت الأقلام وتزلزلت الأحاسيس وتعرض الحياء المصرى الفطرى لخدش عميق مازال يلملم جراحه جراء الإعلان الشهير. وتحركت المؤسسات مجدداً، ولوحت بالكارت الأحمر، وتفرغ قطاع عريض من المحظورين والمحظورات فى بيوتهم لمهاجمة الإعلان وبطلته وشركته أو للدفاع عنهم، وتم إيقاف الإعلان «لأجل غير مسمى». لكن فى عصر الثورة الرقمية وتقنية المعلومات وهذه الشبكة الدولية التى تتحكم وتحرك وتهيمن على دول وثقافات وأنظمة اقتصاد أممية وتحدد مصائر انتخابات سياسية وغيرها، لم يعد لكل ما سبق الكثير من الأثر الفعلى. بمعنى آخر، تم إيقاف الإعلان من العرض على الشاشة الفضية، لكنه يعيش أزهى أيامه على تلك الشاشات الصغيرة القابعة فى بلايين البيوت، وبين أيادى بلايين البشر حول العالم. اكتب كلمة «بوكسر» على «جوجل» وستطالعك العناوين التالية بالكلمة والصوت والصورة: «اللقطات التى أدت إلى وقف إعلان بوكسر ابن الجيران «بوكسر ابن الجيران اللى بتحبه فلانة بطلة الإعلان» «إعلان بوكسر رمضان 2020» «إجراءات مشددة فى انتظار بوكسر ابن الجيران» «بطلة إعلان بوكسر ابن الجيران تخرج عن صمتها» «إعلانات خلعت ثوب الحياء» والقائمة طويلة جداً. غاية القول ليس دفاعاً عن حنين ولا البوكسر ولا الحياء المجتمعى المخدوش، ولكن الغاية قليل من التفكر وبعض من التدبر فى تلك الدائرة المفرغة.

المجتمع المصرى يعانى الأمرين من تدهور أخلاقى وسلوكى على مر عقود طويلة، ويغرق فى فصام شعبى رهيب بين المظهر الملتزم بشدة والمحتوى المهلهل بشدة أيضاً. وهو يشعر بأمان كاذب طالما «النيش» فى السفرة وأرففه عامرة بطقم الشاى والقهوة والكاسات والخشاف والشربات والشفشق والفروت سلاط والكاكاو والصينى الـ1200 قطعة فإن البيت مستور والبنت متسترة ومهمة الأب والأم تم إنجازها على خير ما يرام. النيش المجتمعى يشعر بالراحة ويخلد إلى نومه ليلاً وهو مرتاح البال مطمئن القلب طالما النيش عمران. لا يهمه كثيراً كيف تم تعميره، أو جدوى محتوياته، أو أثر وجوده فى الحياة الزوجية والتركيبة الأسرية، فمجرد وقوفه ولو خاوى الجدوى على عروش البيت يكفى. ويكفى أن المجتمع المهلل لمفهوم شرطة الأخلاق الحميدة، والإعلام الآمر بالمعروف والمؤسسات الناهية عن المنكر والشعب المقيم الحدود الأخلاقية هو نفسه المعتبر ضحية التحرش المتهم الرئيسى والمتحرش ضحية كيوت، والسير العكسى والقيادة الجنونية وقتل الآلاف على الطريق قضاءً وقدراً، وإغلاق دور العبادة بسبب تفشى وباء حرباً على الدين والمتدينين. ولحديث «النيش المجتمعى» بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيش المجتمعى النيش المجتمعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon