توقيت القاهرة المحلي 11:45:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصال الشرق

  مصر اليوم -

وصال الشرق

بقلم - أمينة خيري

يخطئ من يظن أن مفهوم «الحليف» يعني أن يكون لك حليف واحد لا ثاني له. المنطق والعقل والمصالح تقول إنه كلما كان لديك حلفاء اتسمت علاقاتك بالتوازن والتعقل.

علاقة المنطقة العربية، ودول مثل مصر والإمارات في القلب منها، بالشرق قديمة وراسخة. هي ليست وليدة الأمس أو أول من أمس، لذلك حين تشهد حراكاً عبر زيارات وتفاهمات فإنها لا تثير الدهشة، بقدر ما تستدعي قدراً من التفسير.

يوم الأربعاء الماضي أصبحت الإمارات أول دولة عربية توقع اتفاقات وشراكات تجارية ضخمة مع كوريا الجنوبية. إنها شراكة تمثل تحركاً إماراتياً وعربياً غير مسبوقين في اتجاه الشرق.

هذا التحرك العربي الكبير خرج إلى النور في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لكوريا الجنوبية، وذلك بعد قمة مماثلة عقدت في أبوظبي مطلع العام الماضي. ومن كوريا الجنوبية إلى الصين، حيث «منتدى التعاون العربي الصيني»، وهو المنتدى الذي يمثل مرحلة جديدة أكثر قوة وعمقاً في العلاقات العربية- الصينية، تبلور هذا الاتجاه العربي بشكل أكبر.

إنها المرحلة المتزامنة مع وضع إقليمي أقل ما يمكن أن يوصف به هو الصعب، أو بالأحرى بالغ الصعوبة.

صحيح أن الإمارات هي الشريك التجاري الأول للصين عربياً بنسبة مساهمة تقدر بـ 30 في المئة من إجمالي تجارة الصين غير النفطية مع الدول العربية، وصحيح أن الصين كانت أكبر شريك تجاري للإمارات عالمياً عام 2022، إلا أن العلاقات الحالية لا يمكن أيضاً فصلها عن الدور، الذي يمكن أن تلعبه الصين في حلحلة الوضع الإقليمي المتأزم.

الحل الوحيد يكمن في «حل الدولتين»، ومن الواضح أن العديد من الأطراف الضالعة في الأزمة لا تضع هذا الحل ضمن أولوياتها.

كل من صاحب السمو رئيس الدولة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينغ تحدث عن أفق السلام في المنطقة، وعن ضرورة «حل الدولتين».

رئيس الصين دعا لعقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب، ووصف ما يجري في غزة بأنه «لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية».

وهو تحدث عن رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها بالدول العربية «لتكون نموذجاً للسلام والاستقرار»، مع مواصلة تقديم الدعم لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، وإعادة البناء في غزة بعد انتهاء الحرب.

لقد ثبت بالحجة والبرهان أن التوازن في العلاقات بين الدول، وأن التقارب مع الغرب لا ينفي أو يتعارض مع التقارب مع الشرق. دول مثل الإمارات ومصر لم تقطع حبل الوصال يوماً مع الشرق، وهي كثيرة، فالسياسة والاقتصاد والثقافة والفنون جميعها وصال.

عام 1990 رسّخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حبل الوصال مع الصين، في زيارة تاريخية كانت الأولى من نوعها، التي يقوم بها رئيس دولة خليجية إلى الصين، بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1984.

وكذلك مصر التي كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين في خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً في مايو 1956. ومنذ ذلك التاريخ والعلاقات تنمو وتزدهر، والفريد فيها أنها قائمة على تفاهم وتناغم، وتفهم كامل لخصوصية الدول واحترام شؤونها ورؤاها للقضايا الإقليمية والعالمية.

اليوم تتلاقى الرؤى بشكل واضح. هذا التلاقي يصب في صالح المنطقة، وقضاياها. السياسة حاضرة، والبعد الاستراتيجي لا تخطئه عين، والاقتصاد بازغ الأثر.

زيارة سمو رئيس الدولة لكل من الصين وكوريا الجنوبية جمعت كل ما سبق، وهذا ما أكده وحلله معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وهو يتحدث في «قمة الإعلام العربي» في دبي قبل أيام. قال إن الزيارة تعزز وتعدد جسور الإمارات الخارجية، وتؤكد البعد الاقتصادي الداخلي أو الإقليمي، مؤكداً انشغال الإمارات بالملفات الإقليمية، وأبرزها حالياً القضية الفلسطينية.

«النظام الدولي» استلزم تحركات في السياسة الخارجية، لتعكس حضوراً عربياً واضحاً، وهو ما أشار إليه قرقاش، مشيراً إلى أن هذا التكتل والجهد في السياسة الخارجية الحالية من شأنهما أن يجعلا قضايا المنطقة مسموعة وسط قضايا الآخرين في هذا النظام الدولي المريض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصال الشرق وصال الشرق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:45 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب
  مصر اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon