بقلم - عقل العقل
< تأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقاهرة في ظروف صعبة يشهدها العالم العربي منذ أزمة «الربيع العربي» وتداعياته الخطرة على منظومة الأمن القومي العربي، نتيجة للكوارث السياسية والأمنية والاقتصادية.
هذه الزيارة وبلا شك سيكون لها انعكاسات إيجابية للعلاقات الثنائية بين الجانبين السعودي - والمصري في عدد من المجالات، إذ يأتي الملف الاقتصادي في مقدمتها، إضافة إلى التنسيق في القضايا السياسية والأمنية العربية والإقليمية، في حين تظل قضية الإرهاب التي تعاني منها المنطقة من الملفات الحساسة والمهمة بين الجانبين، وخاصة أن السعودية ومصر وغيرهما من الدول العربية والإسلامية لهما دور واضح في التصدي لهذه الآفة الخطرة المدمرة لمقدرات شعوب المنطقة.
لا شك أن المملكة عبرت وفي أكثر من بيان واتصال رسمي عن شجبها واستنكارها لما تتعرض له الشقيقة مصر من أعمال إرهابية جبانة، كان جل ضحاياه من الأبرياء المدنيين أو من أفراد القوات المسلحة المصرية التي تخوض حربا شرسة ضد الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء أو على حدودها الغربية مع ليبيا.
الجميع على قناعة أن جماعة الإخوان المسلمين التي رفضها الشعب المصري في مظاهرات مليونية ومن يقف وراءها ويدعمها إعلاميا وسياسيا وماليا، مثل قطر ومنصاتها الإعلامية والتي تعمل لخلق حالة من الفوضى في مصر، يأتي في مقدمة المواضيع المطروحة على جدول زيارة ولي العهد للقاهرة، وهي التي كان لها موقفا واضح من عبث الدوحة سياسياً من خلال دعم المجموعات الإرهابية وإيواء العناصر الإخوانية في الدوحة، هذا السلوك القطري دفع بالقيادة المصرية للانضمام إلي الدول الخليجية لمقاطعة الدوحة.
لا شك أن المنطقة العربية تمر بظروف صعبة ومعقدة، ولاسيما في المشهد السوري والذي أصبح بؤرة جاذبة لقوى الإرهاب والتطرف، وهذا بلا شك يتطلب متابعة الجهود التنسيقية بين الرياض والقاهرة مع القوى الدولية الفاعلة بالدفع للوصول إلى حل سياسي يضمن وقف القتل للشعب العربي في سورية ويحافظ على مؤسسات الدولة هناك، والسعودية ومصر يمثلان الثقل والعقلانية في التعاطي للوصل إلى مخرج نهائي لهذه الكارثة الإنسانية.
ومن المظاهر التي تكتسبها زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة أن المنطقة تتعرض وتعيش «بلطجة إيرانية» وصلت إلى نشر الفوضى والاحتلال لعواصم عربية، وتجلى ذلك في الدعم الإيراني لجماعة الحوثي في اليمن وتزويدها بأسلحة وصواريخ متقدمة تطلق وتهدد سيادة وأراضي المملكة، ومصر بقيادتها شاركت في مناورات عسكرية مع دول الخليج، وهي تكرر دائما أن أمن الخليج العربي خط أحمر.
أتمنى أن تتبلور عن هذه الزيارة منظومة عمل بين دول الخليج ومصر للوقوف في وجهه هذا العبث الإيراني.
نقلا عن الحياة اللندنية