توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرب سفير قطر بالأحذية

  مصر اليوم -

ضرب سفير قطر بالأحذية

بقلم : عقل العقل

 تذكرت الصحافي منتظر الزيدي، الذي ضرب الرئيس الأميركي جورج بوش بالحذاء في مؤتمر صحافي في بغداد العام 2008، وكيف أصبح رمزاً عند البعض وعند القنوات التلفزيونية، وأنا أشاهد مشهداً أكثر دراماتيكية من ذلك المشهد، وهو ضرب بعض المواطنين الفلسطينيين سفير قطر محمد العمادي في غزة الأسبوع الماضي وطرحه أرضاً وتمزيق علم بلاده، وإزالة ذلك العلم من أسطح بعض المباني في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

ما يشهده «القطاع» من تجويع، جعله عرضة للابتزاز من بعض الأنظمة مثل النظام القطري، لتلميع صورته في الخارج، وإرسال رسائل مضمونها أنه يقف مع الشعب الفلسطيني بدوافع قومية ودينية وإنسانية، ولكن الحقيقة أنه على رغم العذاب والمآسي التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في مرحلة حساسة من تاريخه، تأتي الدوحة بأموالها، ليس حباً في الشعب الفلسطيني، وإنما لتمزيق وحدته الوطنية، وتأليب طرف على آخر في النسيج الوطني الفلسطيني، كما تفعل مع «حماس» للوقوف ضد الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، والكل يعرف ما تقوم به دول مثل المملكة ومصر والإمارات للتقريب بين الفصائل الفلسطينية، والدفع بتشكيل حكومة وحدة فلسطينية في الفترة القريبة الماضية، وهذا الجهد العربي الصادق والواقعي يغيظ حكام قطر للأسف.

من حيث الواقعة، وهي القذف بالأحذية، فأنا شخصياً ضد هذا السلوك تجاه أي سياسي، ولكن الحشود الجماهيرية لها لغتها التي تعبّر بها عن رفض سياسة دولة ذلك السياسي الذي تعرّض لهذه المهانة، ولو كان في حكومة قطر أناس أكثر حكمة لفهموا الرسالة الشعبية المباشرة، التي جرت فصولها في منطقة يفترض أن من يسيطر عليها هم فصيل سياسي يتبع ويتوافق معهم بالآيديولوجيا والأهداف، ورسالة الاعتذار والتأكيد على عمق العلاقة أو التبعية بين الدوحة و«حماس» لن تغيّر الصورة والشعور الحقيقي لرجل الشارع الفلسطيني ضد سياسات الكذب والخداع التي تنتهجها قطر في سياساتها الخارجية وتعاطيها مع القضية الفلسطينية، قد تدغدغ مشاعر الجماهير العربية بالادعاء بأنك المدافع الأول عن قضيتهم، ولكن الواقع يتجسد عكس ذلك.

فهذا السفير القطري الذي تعرض للطرد يردد مثلاً ألا مواجهة عسكرية بين «حماس» وإسرائيل في هذه المرحلة، يعلل ذلك بسبب قربهم من الطرفين، فهذا التصريح يبين الخلل والضحك على البسطاء في الشارع العربي، والذين يعشقون الشعارات البراقة، ولكن مثل هذه التناقضات في السياسة القطرية لا يلتفتون إليها، فإذا كانت قطر حليفة تاريخية لجماعات الإخوان ومنها «حماس»، فكيف تكون قريبة لإسرائيل في الوقت نفسه، وتكون هناك مكاتب متبادلة سواء تجارية أم ديبلوماسية بين الدوحة وتل أبيب، وعودة للسفير القطري الذي أكد أنه زار إسرائيل أكثر من 20 مرة بعضها كان في السر، وهذا ما قاله في مقابلة له في القدس مع وكالة أنباء عالمية بعد اجتماعه مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، مؤكداً أنه وبلاده يتحركون بمباركة أميركية إسرائيلية لمنع مواجهة فلسطينية - إسرائيلية.

فمتى نفيق من هذه الازدواجية في سياسة قطر، وتوظيفها أموالها في العبث بقضايانا القومية وعلى هرمها القضية الفلسطينية؟

 نقلا عن الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرب سفير قطر بالأحذية ضرب سفير قطر بالأحذية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon