توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتدادات عنيفة لضربة ميسي

  مصر اليوم -

ارتدادات عنيفة لضربة ميسي

بقلم-أسعد تلحمي

حلم جميل كبير راود وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية ميري ريغف، بدّده كابتن منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي ورفاقه بقرار حاسم بإلغاء قدوم المنتخب إلى إسرائيل لمباراة ودية مع منتخبها.


كان حلمها العلني التقاط صورة شخصية مع النجم العالمي تساعدها في تحسين مكانتها في قائمة «ليكود» الانتخابية، لكن الهمّ الأول، كما قالت بعظمة لسانها، هو أن تلتقط كاميرات العالم صوراً لميسي وهو يقبل «حائط المبكى» في البلدة القديمة في القدس المحتلة، «وهي صورة تساوي كل جهود الديبلوماسية الإسرائيلية في العالم لإقناع الأخير بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، حتى في نظر أفضل نجم كرة قدم في العالم».

لم يعنِ إسرائيل القيمة الرياضية للمباراة، ولا احتمال أن تتلقى شباك المنتخب سداسية كما حصل في لقاء سابق. الأهم أن أحد أبرز المنتخبات للفوز بكأس المونديال الوشيك عرّج في طريقه إلى موسكو على القدس وتمنى نجمه ببطاقة صغيرة خطّها بيده ووضعها في شقوق «المبكى» بالفوز بالكأس.

لم تأبه الوزيرة بتحذيرات معلقين من تداعيات تصريحاتها وثرثرتها بشأن قدوم المنتخب الأرجنتيني وتأكيدها أنها «هدية لإسرائيل» في احتفالها بسنتها السبعين وتدشين السفارة الأميركية في القدس. تحدَّت محاوريها الإعلاميين بأن ميسي هو الذي سيتوجه نحوها لمصافحتها وليس العكس. عملت ونجحت في إقناع وزير المال بتخصيص نحو مليون دولار لتأمين إجراء المباراة في القدس وليس في حيفا. ولم يتأخر نتانياهو عن التبجح بأنه تدخل لدى نظيره الأرجنتيني لنقل المباراة للقدس، لكن مع إلغاء المباراة نفى أن يكون فعل ذلك، لتوجَّه الأسهم إلى صدر الوزيرة وحدها.

شكّل الإعلان الأرجنتيني صفعة مدوية على خديّ إسرائيل وضربة موجعة للوزيرة، بحسب 53 في المئة من الإسرائيليين الذين رأوا أن ريغف ألحقت ضرراً بسمعة إسرائيل على الحلبة الدولية. واتفق 63 في المئة من الإسرائيليين على أنه لا يجب إقحام السياسة في الرياضة.

نجحت حركة المقاطعة (بي. دي. إس)، التي تقض مضاجع إسرائيل، والضغوط الفلسطينية من نواب عرب في الكنيست ومن السلطة الفلسطينية في ثني المنتخب الأرجنتيني عن زيارة القدس وقطعت الطريق بالتالي على مساعي الحكومة الإسرائيلية تسويق القدس دولياً عاصمة لها.

عملياً فطنت الأرجنتين متأخرة أن الزيارة التي يقوم بها منتخبها للدولة العبرية هي في نظر سدنة الحكومة مكافأة لا تضاهى بثمن على سياستها اليمينية المتشددة، وتجاهل للحصار الإسرائيلي للقطاع وقتل أبنائه برصاص القناصة، وتشجيع لإسرائيل لتواصل توسيعها الاستيطاني ودعم الأجندة المتطرفة للحكومة.

أما بعد إلغاء الزيارة، فإن تفاعلات القرار الأرجنتيني هي التي تقلق إسرائيل المفترض أن تستضيف العام المقبل المسابقة الغنائية الأوروبية «يورفيجن» وقد خططت أن يكون الحدث سياسياً قبل أن يكون فنياً احتفاءً بـ «القدس الموحدة» عاصمة إسرائيل. تريد من قدوم عشرات آلاف الأوروبيين لمتابعة المسابقة أن يخدم دعايتها ويبيّض صورتها في الحلبة الدولية ويصرف النظر عن ممارسات جيشها.

تخشى إسرائيل اليوم أن تقرر إدارة المسابقة عدم إجرائها في القدس. كما أنها تخشى أن يقود قرار المنتخب الأرجنتيني إلى فرملة هرولة دول في أميركا اللاتينية لنقل سفارتها إلى القدس. بعد اليوم، لن يكون سهلاً على أية دولة مشاركة إسرائيل في أي حدث يقام في القدس وتعمل إسرائيل على تسييسه.

تدرك إسرائيل اليوم أن الوضع بات مختلفاً. صحا العالم من محاولاتها تغليف كل حدث فني أو رياضي أو غيره بعباءة سياسية تخدم أجندتها.

هكذا ارتدت عنجهية ريغف إلى نحرها. تدرك إسرائيل اليوم أن العالم لم يبدّل موقفه بأن القدس بشطريها عاصمة للدولتين وأن شعوب العالم الحر أقوى من قرار الرئيس ترامب اعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل. تدرك، حتى إن لم تعترف بذلك، أن العالم لا يتجاهل انتهاكها حقوق الشعب الفلسطيني لكن عليها أن تدرك أساساً أن لا هدايا دولية مجانية بعد اليوم، طالما عين حركة المقاطعة ساهرة على توثيق هذه الانتهاكات.

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتدادات عنيفة لضربة ميسي ارتدادات عنيفة لضربة ميسي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon