توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلبة الدولية - وُجهة العرب في إسرائيل

  مصر اليوم -

الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل

بقلم-أسعد تلحمي

شكلت تظاهرة عشرات ألوف الفلسطينيين في إسرائيل، ومعهم آلاف اليهود من القوى الليبرالية والديموقراطية، ضد قانون القومية العنصري نقطة انطلاق جيدة لمعركة لا يجب أن تتوقف أو تتلعثم، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

لا يكفي الإدعاء، وهو صحيح، وكأن القانون الجديد لا يغيّر شيئاً في تعامل الحكومات الإسرائيلية مع الأقلية الفلسطينية التي تشكل 20 في المئة من تعداد سكان إسرائيل. صحيح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، سواء بزعامة حزب «العمل» أو «ليكود»، انتهجت وما زالت سياسة تمييز واضحة ضد فلسطينيي 1948 الذين يحملون الهوية الإسرائيلية، وضد بلداتهم التي أصبحت أشبه بغيتوات محاصرة ببلدات يهودية من كل الجوانب أقيمت على أراضٍ عربية مصادرة، إلا أن القانون الجديد يمهد الطريق أمام هذه الحكومات لمزيد من التمييز وهذه المرة بلباس قانوني شرعي.

يشكل القانون الجديد أمّأً مرضعة لقوانين يتوقع أن تسنها الكنيست تنال ما تبقى من حقوق للمواطنين العرب. فالبند الأول الذي يؤكد أن «حق تقرير المصير هو للشعب اليهودي فقط» يعني ببساطة السماح بتشريع أي قانون يعطي أولوية لليهود يتجاهل غير اليهود. كذلك البند السابع الذي يعطي أولوية السكن والبناء والاستيطان لليهود، وهذه المرة من دون تدخل المحكمة العليا لفحص دستورية القانون.

يريد القانون الجديد، وهذا باعتراف المبادرين إليه، تكبيل يدي المحكمة العليا من أن تكون ملجأ للمواطنين العرب في إسرائيل أو لفلسطينيي القدس والضفة الغربية المحتلتين. ولا تكتفي وزيرة القضاء المتطرفة أييلت شاكيد بذلك إنما ما زالت تسعى لتشريع قانون رسمي يمنع المحكمة من التدخل في قرارات السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وتقف المحكمة العليا هذه الأيام أمام اختبار كبير، إذ يُنتظر أن تبت في التماس «لجنة المتابعة العليا» لإلغاء قانون الأساس، وسط تحذيرات علنية بلغت حد التهديد من وزيرة القضاء بالتدخل.

سبق للمحكمة العليا أن الغت عدداً من القوانين اعتبرتها غير دستورية، لكنها لم تقترب ذات يوم من «قانون أساس» الذي يتمتع بمكانة أعلى من القانون العادي ويعتبر دستورياً.

وينتظر العرب، ومنظمات حقوقية إسرائيلية داعمة، ما ستقرره المحكمة العليا وسط يقين بأن عدم تدخلها سيكون بمثابة بداية عهد جديد في تاريخ المحكمة يخضع لإملاءات اليمين، وينذر في المقابل بحشر المواطنين العرب في زاوية صعبة.

وفي غياب تحرك داعم وكافٍ من أحزاب يهودية محسوبة على الوسط أو يساره، لإلغاء القانون القومية، يتحتم على القيادة العربية في الداخل تكثيف تحركها على الصعيد الدولي، سياسياً وقضائياً. قد يقول قائل إن إسرائيل المتغطرسة لا تقيم حساباً للأسرة الدولية في ظل الضوء الأخضر المتواصل من الإدارة الأميركية لتفعل ما تشاء، لكن ذلك غير دقيق إذا ما تم التوجه إلى المحافل الدولية القضائية.

نذكر رد الفعل الإسرائيلي القلِق من محاولات السلطة الفلسطينية، على رغم أنها متواضعة ولم تستمر، للتوجه إلى هيئات دولية مثل الأمم المتحدة أو التلويح بالمحكمة الدولية في لاهاي، أو حتى اتحاد الكرة العالمي لإقصاء إسرائيل عنه.

وإذا كانت هناك تقييدات على السلطة الفلسطينية أرغمتها على عدم الذهاب بعيداً ضد إسرائيل في المحافل الدولية خشية معاقبتها إسرائيلياً، فإن الإمكانات المتاحة أمام النواب العرب في الكنيست والمنظمات الحقوقية العربية في إسرائيل أكبر بكثير.

بعد أسبوعين يلتقي ممثلو «القائمة العربية المشتركة» في نيويورك بوزيرة الخارجية الأوروبية فيدريكا موغريني في أول اجتماع بهذا المستوى مع قيادة الجماهير العربية. هذه نقطة بداية ممتازة يتوقع أن تعقبها خطوات أخرى منها التوجه لمنظمة التّعاون الاقتصادي والتنمية ( OECD) واتحاد البرلمانيين الدولي. ويجب أن يكون وارداً التوجه إلى محكمة العدل العليا في لاهاي لإلغاء قانون هو الوحيد في العالم الذي يقتصر الدولة ونظام الحكم فيها على مجموعة إثنية واحدة.

ليس أمام القيادة العربية في الداخل ما تخشاه أكثر، ولا بدّ من تفعيل ضغط دولي على إسرائيل لإرغامها على تغيير قانون القومية أو تعديله، وإن كانت المعركة طويلة وليست سهلة وتحتاج إلى نفَس طويل.

نقلا عن الحياه اللندنيه 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon