توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلبة الدولية - وُجهة العرب في إسرائيل

  مصر اليوم -

الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل

بقلم-أسعد تلحمي

شكلت تظاهرة عشرات ألوف الفلسطينيين في إسرائيل، ومعهم آلاف اليهود من القوى الليبرالية والديموقراطية، ضد قانون القومية العنصري نقطة انطلاق جيدة لمعركة لا يجب أن تتوقف أو تتلعثم، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

لا يكفي الإدعاء، وهو صحيح، وكأن القانون الجديد لا يغيّر شيئاً في تعامل الحكومات الإسرائيلية مع الأقلية الفلسطينية التي تشكل 20 في المئة من تعداد سكان إسرائيل. صحيح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، سواء بزعامة حزب «العمل» أو «ليكود»، انتهجت وما زالت سياسة تمييز واضحة ضد فلسطينيي 1948 الذين يحملون الهوية الإسرائيلية، وضد بلداتهم التي أصبحت أشبه بغيتوات محاصرة ببلدات يهودية من كل الجوانب أقيمت على أراضٍ عربية مصادرة، إلا أن القانون الجديد يمهد الطريق أمام هذه الحكومات لمزيد من التمييز وهذه المرة بلباس قانوني شرعي.

يشكل القانون الجديد أمّأً مرضعة لقوانين يتوقع أن تسنها الكنيست تنال ما تبقى من حقوق للمواطنين العرب. فالبند الأول الذي يؤكد أن «حق تقرير المصير هو للشعب اليهودي فقط» يعني ببساطة السماح بتشريع أي قانون يعطي أولوية لليهود يتجاهل غير اليهود. كذلك البند السابع الذي يعطي أولوية السكن والبناء والاستيطان لليهود، وهذه المرة من دون تدخل المحكمة العليا لفحص دستورية القانون.

يريد القانون الجديد، وهذا باعتراف المبادرين إليه، تكبيل يدي المحكمة العليا من أن تكون ملجأ للمواطنين العرب في إسرائيل أو لفلسطينيي القدس والضفة الغربية المحتلتين. ولا تكتفي وزيرة القضاء المتطرفة أييلت شاكيد بذلك إنما ما زالت تسعى لتشريع قانون رسمي يمنع المحكمة من التدخل في قرارات السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وتقف المحكمة العليا هذه الأيام أمام اختبار كبير، إذ يُنتظر أن تبت في التماس «لجنة المتابعة العليا» لإلغاء قانون الأساس، وسط تحذيرات علنية بلغت حد التهديد من وزيرة القضاء بالتدخل.

سبق للمحكمة العليا أن الغت عدداً من القوانين اعتبرتها غير دستورية، لكنها لم تقترب ذات يوم من «قانون أساس» الذي يتمتع بمكانة أعلى من القانون العادي ويعتبر دستورياً.

وينتظر العرب، ومنظمات حقوقية إسرائيلية داعمة، ما ستقرره المحكمة العليا وسط يقين بأن عدم تدخلها سيكون بمثابة بداية عهد جديد في تاريخ المحكمة يخضع لإملاءات اليمين، وينذر في المقابل بحشر المواطنين العرب في زاوية صعبة.

وفي غياب تحرك داعم وكافٍ من أحزاب يهودية محسوبة على الوسط أو يساره، لإلغاء القانون القومية، يتحتم على القيادة العربية في الداخل تكثيف تحركها على الصعيد الدولي، سياسياً وقضائياً. قد يقول قائل إن إسرائيل المتغطرسة لا تقيم حساباً للأسرة الدولية في ظل الضوء الأخضر المتواصل من الإدارة الأميركية لتفعل ما تشاء، لكن ذلك غير دقيق إذا ما تم التوجه إلى المحافل الدولية القضائية.

نذكر رد الفعل الإسرائيلي القلِق من محاولات السلطة الفلسطينية، على رغم أنها متواضعة ولم تستمر، للتوجه إلى هيئات دولية مثل الأمم المتحدة أو التلويح بالمحكمة الدولية في لاهاي، أو حتى اتحاد الكرة العالمي لإقصاء إسرائيل عنه.

وإذا كانت هناك تقييدات على السلطة الفلسطينية أرغمتها على عدم الذهاب بعيداً ضد إسرائيل في المحافل الدولية خشية معاقبتها إسرائيلياً، فإن الإمكانات المتاحة أمام النواب العرب في الكنيست والمنظمات الحقوقية العربية في إسرائيل أكبر بكثير.

بعد أسبوعين يلتقي ممثلو «القائمة العربية المشتركة» في نيويورك بوزيرة الخارجية الأوروبية فيدريكا موغريني في أول اجتماع بهذا المستوى مع قيادة الجماهير العربية. هذه نقطة بداية ممتازة يتوقع أن تعقبها خطوات أخرى منها التوجه لمنظمة التّعاون الاقتصادي والتنمية ( OECD) واتحاد البرلمانيين الدولي. ويجب أن يكون وارداً التوجه إلى محكمة العدل العليا في لاهاي لإلغاء قانون هو الوحيد في العالم الذي يقتصر الدولة ونظام الحكم فيها على مجموعة إثنية واحدة.

ليس أمام القيادة العربية في الداخل ما تخشاه أكثر، ولا بدّ من تفعيل ضغط دولي على إسرائيل لإرغامها على تغيير قانون القومية أو تعديله، وإن كانت المعركة طويلة وليست سهلة وتحتاج إلى نفَس طويل.

نقلا عن الحياه اللندنيه 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل الحلبة الدولية  وُجهة العرب في إسرائيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon