توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدعة «معسكر السلام» الإسرائيلي

  مصر اليوم -

بدعة «معسكر السلام» الإسرائيلي

بقلم - أسعد تلحمي

في إسرائيل ثمة من أطلق، بهتاناً وزوراً، على حزب «العمل» الإسرائيلي حزباً يسارياً واعتبره يوماً قائد «معسكر السلام»، متجاهلاً حقيقة أنه لم يكن أبداً يسارياً أو «سلامياً»، فيما تاريخه ينضح بفكرة الاستيطان وتنفيذه في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهو الذي أرسى في السنوات الثلاث الأولى لقيام الدولة العبرية للقوانين العنصرية والتمييز في تعامله مع الأقلية الفلسطينية في إسرائيل وفرض حكم عسكري عليها لـ18 عاماً استغلها لمصادرة أراضيها، ليس قبل المذابح التي نفذتها حكوماته.

وباستثناء فترة إسحاق رابين الثانية، رئيساً للحكومة (1992-1995) حاول فيها تصحيح بعض الغبن التاريخي تحت مسمى «التفضيل المصحح» ودرّ أموال للسلطات المحلية العربية لسد بعض الفجوات الناشئة، لم تأتِ حكومات «العمل» بشيء يعكس الادعاء بأنه حزب سلاميّ أو يساري. بل اختار رئيس آخر حكومة عمالية، إيهود باراك، عام 2000 أن يُسجَّل باسمه تصريح بأن «لا شريك فلسطينياً للسلام مع إسرائيل»، ليحمله اليمين لازمةً دعائية.

بعد 29 شهراً فقط، غادر باراك منصبه، تاركاً وراءه حزباً متهاوياً، ومعه يسار الوسط الإسرائيلي كله، يعاني أزمة جدية لا يبدو أنه قادر على تجاوزها في الأفق المنظور.وتختزل قصة الزعيم الحالي للحزب آفي غباي سر تفاقم الأزمة. فقد تم انتخابه لمنصبه هذا بعد أشهر قليلة من انضمامه إلى الحزب قادماً من أكثر الحكومات يمينيةً في تاريخ إسرائيلحيث مثّل الحزب الجديد «كلنا».واحتفالاً بقدومه أنبأت استطلاعات الرأي بقفزة في شعبية حزب «العمل»وحصوله على 25 مقعداً في حال جرت الانتخابات في حينه، وكأن «المسيح المنقذ» للحزب المأزوم قد ظهر. وهناك من ذهب في نشوة الانتصار الافتراضي، بينهم غباي نفسه، إلى حساب عدد مقاعد الائتلاف الحكومي الذي سيشكله غباي بعد الانتخابات المقبلة وهوية شركائه المحتملين. لكن سرعان ما خفتَ وهجه بعد جملة تصريحات بيّنت أنه ما زال في قائمة السياسيين المبتدئين، صبّت كلها في تملق يمين الوسط الذي يمثله زعيم «يش عتيد» يئير لبيد والنأي بنفسه وبحزبه عن صبغة اليسار وكأنها وصمة في جبينه.

لم يختلف غباي عن نتانياهو في تصريحاته بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967 ودعمه المشروع الاستيطاني غير القانوني، وترحيبه الحار بإعلان الرئيس ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. ولم يكتفِ زعيم «معسكر السلام» بهذا، بل بدا كمن استغل العداء المستفحل في أوساط اليمين ضد المواطنين العرب وسيل القوانين العنصرية التي استهدفتهم وما زالت، ليعلن أنه عند تشكيل حكومته لن يقبل بمشاركة «القائمة العربية المشتركة» في حكومته، موبخاً عضو الكنيست العربي من حزبه زهير بهلول على مقاطعته احتفالات مئوية وعد بلفور، متوعداً إياه بالعمل على عدم إعادة انتخابه في قائمة الحزب.

في واقع الحال، لا يجد «العمل» المتماهي في القضايا الجوهرية مع اليمين، ولن يجد السبيل ليكون خياراً حقيقاً لحزب ليكود الحاكم طالما اجتهد ليكون نسخة مخففة عن «ليكود»، فالإسرائيليون الذين غدوا بغالبيتهم محسوبين على اليمين يفضلون النسخة ألأصلية على نسخة مزورة أو باهتة، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الأخير الذي منح الحزب 14 مقعداً برلمانياً فقط في حال جرت الانتخابات العامة اليوم.

ويبدو أنه لن تقوم لحزب العمل»، مؤسس الدولة العبرية، قائمة إذا لم يأتِ بقيادة جديدة جريئة تطرح بديلاً سياسياً حقيقياً لليمين، بديلاً يقوم على إنهاء الاحتلال وعلى وقف التمييز اللاحق بالمواطنين العرب في إسرائيل. وفي حال واصل المراوحة في وحله، فإن اليمين سيواصل السيطرة على الحكم سنوات طويلة أخرى.

 

نقلا عن الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدعة «معسكر السلام» الإسرائيلي بدعة «معسكر السلام» الإسرائيلي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon