توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النفط باقٍ بين ٦٢ و٦٥ دولاراً

  مصر اليوم -

النفط باقٍ بين ٦٢ و٦٥ دولاراً

بقلم : رندة تقي الدين

 فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الذي يكاد يكون أبدياً فرض نفسه على ساحة الشرق الأوسط ليس فقط بالتدخل في الحرب السورية لحماية الأسد ولكن أيضاً بتحويل روسيا إلى لاعب أساسي في سوق النفط العالمية إلى جانب السعودية، فأصبحت أنظار المتعاملين بأسواق النفط كلها تتجه إلى ما ستكون عليه سياسة روسيا وشركتها النفطية «روسنفت» وغيرها، المتعاونة مع الحكومة ومع وزير النفط الروسي ألكساندر نوفاك، من أجل توقعات اتجاه أسعار النفط.

فقد أعلن نوفاك فور إعادة انتخاب بوتين، أن روسيا ملتزمة الاتفاق مع دول «أوبك» لتخفيض الإنتاج حتى النهاية أي حتى عودة استقرار السوق النفطية وإزالة الفائض في المخزون الذي ما زال موجوداً وفق الأمين العام لـ «أوبك» محمد باركندو. وكان الوزير السعودي خالد الفالح أكد الالتزام نفسه. والاتفاق الذي من المتوقع أن يستمر حتى نهاية ٢٠١٨ كان رفع سعر برميل النفط من ٣٠ دولاراً في بداية ٢٠١٦ إلى حوالى ٦٣ دولاراً بسبب انخفاض المخزون العالمي بفعل هذا الاتفاق الذي شهد التزاماً غير مسبوق بتخفيضات الإنتاج من دول أوبك وخارجها، خصوصاً روسيا التي لم تكن جدية في السابق في مساهمتها الفعالة مع أوبك حتى اتفاقها الأخير السنة الماضية مع السعودية.

إلا أن معظم الدول المنتجة للنفط تتمنى وصول مستوى سعر برميل النفط إلى حوالى ٧٠ أو ٧٥ دولاراً لاحتياجات ميزانياتها. حتى تلك الغنية منها، مثل دول الخليج. لكن زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي السريعة تتجاوز زيادة الطلب على النفط لهذه السنة المتوقع أن تبلغ بين ١.٤ إلى ١.٦ مليون برميل. زيادة النفط الأميركي (والسوق الأميركية هي أكبر سوق مستهلكة) قد تمنع دول أوبك والمنتجة من خارجها والبالغ عددها 24 دولة من استعادة حصصها المنخفضة. ولكن هناك عوامل جيوسياسية قد تعيق التوقعات مع تفاقم الخلاف الأميركي- الإيراني واحتمال زيادة العقوبات الأميركية على إيران كما أن الوضع النفطي الليبي غير مستقر، فهو يتحسن أحياناً وأحيانا يتدهور مع تدهور الوضعين السياسي والأمني. وأوضاع فنزويلا السياسية والاقتصادية سيئة ومتدهورة وهي منتج نفطي كبير شهد انخفاضاً كبيراً ومستمراً في إنتاجه.

هذه الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول منها نيجيريا أيضاً على صعيد القطاع النفطي قد تؤدي إلى ارتفاع طفيف في أسعار النفط. لكن من الصعب توقع سعر برميل نفط بأكثر من ٧٥ دولاراً لمدة طويلة بسبب تواجد كميات نفط أميركية كبيرة تزداد مع سياسة ترامب بإزالة الضرائب عن الشركات وتشجيع منتجي النفط الصخري. ومما لا شك فيه أن دول أوبك وخارج أوبك قد تجد نفسها مجبرة في اجتماعها في حزيران (يونيو) القادم في فيينا على تمديد تخفيضاتها في ٢٠١٩ إذا أرادت حماية أسعار النفط من هبوطها إلى أقل من ٦٠ دولاراً. فإذا استمر نمط زيادة النفط الأميركي وتحولت الولايات المتحدة من منتج ومستهلك نفطي ضخم إلى مصدر كبير.

حتى الآن هذا لم يحصل بعد ولو أن الولايات المتحدة أصبحت تصدر كميات قليلة من نفطها كما تفعل في الغاز ولكنها لم تبلغ بعد مركز مصدر عملاق، لأن سوقها الداخلية واستهلاكها المحلي ضخم. والملفت هو توجه السعودية إلى أسواق الشرق حيث تعتزم تكثيف استثماراتها في المصافي في دول مثل الصين والهند حيث تنوي أرامكو السعودية شراء حصة كبرى من مصفاة هندية ما يتيح للهند شراء المزيد من كميات النفط السعودية. فالسعودية وهي أكبر دولة منتجة في أوبك زادت مبيعاتها من النفط إلى دول آسيا بعد أن خفضت الولايات المتحدة كميات النفط السعودي المستورد بسبب زيادة الإنتاج الأميركي.

ورغم هذه الزيادة اشترت الولايات المتحدة من السعودية حوالي ٧٠٠ ألف برميل في اليوم في نهاية السنة الماضية علماً أنه مستوى أقل بكثير مما كانت تشتريه بسبب زيادة إنتاج النفط الأميركي. فيصعب توقع ارتفاع كبير لأسعار النفط في ظل زيادات الإنتاج في أماكن عديدة ومختلفة في العالم. ويظهر أن سعر برميل نفط ما بين ٦٢ إلى ٦٥ دولاراً قد يكون المعدل لهذه السنة والسنة المقبلة إذا بقيت دول أوبك وخارج أوبك ملتزمة قرارها التخفيض.

نقلًا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفط باقٍ بين ٦٢ و٦٥ دولاراً النفط باقٍ بين ٦٢ و٦٥ دولاراً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon