توقيت القاهرة المحلي 10:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب ترامب على «أوبك»

  مصر اليوم -

حرب ترامب على «أوبك»

بقلم - رندة تقي الدين

عشية المؤتمر الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» الذي يعقد في فيينا بعد غد، عاد الكلام عن شن الكونغرس الأميركي والرئيس دونالد ترامب حرباً كلامية على أوبك.

فبعد حرب ترامب التجارية على أوروبا والصين وكندا ها هو يعود بتغريدة يلوم فيها «أوبك» على رفع الأسعار كما عاد بعض أعضاء الكونغرس إلى إحياء القانون الذي يمنع تكتل منتجي ومصدري النفط المعروف بـ «nopec» الذي يقاضي التكتلات وقد أعيد إدخاله للمناقشة الأسبوع الماضي ويسمح للحكومة الأميركية بملاحقة «أوبك» قضائياً للتلاعب بسوق الطاقة ومحاولة ابتزاز الولايات المتحدة ببلايين الدولارات، فـ»أوبك» تعقد اجتماعها في هذه الظروف إضافة إلى أن هناك توقعاً بانخفاض المعروض النفطي مع بدء تنفيذ العقوبات على إيران في تشرين الثاني (نوفمبر) والانخفاض المستمر للإنتاج الفنزويلي وأيضاً للصادرات النفطية من أنغولا. وعلى رغم أن إيران تطالب «أوبك» لأسباب سياسية واضحة بعدم زيادة الإنتاج، تتجه دول المنظمة إلى زيادته تدريجياً وهذا ما سبق وقاله وزير النفط السعودي خالد الفالح.

ولكن السؤال ما هو مستوى الزيادة التي تقررها دول «أوبك» وخارجها التي كونت مجموعة الدول الأربع والعشرين المنتجة التي تعاونت لتخفيض الإنتاج بمعدل ١٫٨ مليون برميل في اليوم لإزالة الفائض في العرض النفطي ومنع تدهور الأسعار. فنتيجة هذا التعاون بقي معدل سعر برميل البرنت لهذه السنة قريب من ٧٦ دولاراً، أي ما يمثل زيادة ١٤ دولاراً عما كان سعر النفط في السنة الماضية. والآن، مع انتقادات الولايات المتحدة وقلق مستهلكي الصين والهند إزاء ارتفاع أسعار النفط ومطالبتهم بضمان العرض الكافي من النفط، من المؤكد أن دول الخليج، وفي طليعتهم أكبر منتج نفطي في أوبك السعودية، ستعمل مع روسيا على التوصل إلى زيادة الإنتاج. وعلى رغم أن دولا مثل إيران والجزائر تعارض زيادة الإنتاج، وحدها دول الخليج (السعودية والكويت والإمارات) لديها القدرة النفطية الزائدة للقيام بذلك. لكن الصعوبة ستكون في توحيد المواقف كي لا ينهار التعاون الماضي بين جميع الدول الـ24 داخل «أوبك»، ما يعرض مستقبل هذه المجموعة إلى فشل مستقبلي في التصدي مجدداً لانخفاض الأسعار.

ولكن الأوضاع السياسية السيئة بين دول الخليج وايران ستكون لها تأثير كبير في اتخاذ القرار، علماً أن جميع الدول المنتجة لا ترغب في انخفاض كبير في الأسعار، لأن جميع هذه الدول لديها خطط اقتصادية تتطلب بقاء سعر برميل النفط بمستواه الحالي على الأقل. لذا سيكون اتخاذ قرار «أوبك» صعباً، لأن الحذر سيبقى القاعدة، كي لا تنهار الأسعار إذا زاد العرض النفطي بشكل كبير، خصوصاً أن هناك زيادة في الطلب متوقعة. إن مواقف ترامب من أوبك معروفة منذ قبل أن يصبح رئيساً. فكان باستمرار مؤيداً لمشروع قانون «nopec»، وقد قال في كتابه في ٢٠٠١: «بإمكاننا أن نبدأ بمقاضاة أوبك لخرقها القوانين التي تمنع التكتلات».

واليوم لا يستبعد البعض أن يمر مشروع القانون الذي عاد إلى الكونغرس لمقضاة أوبك، إذ إنه لم يتمكن الكونغرس في الماضي، بسبب اعتراض الرؤساء الأميركيين السابقين عليه، من إقراره.

أما اليوم، مع ترامب وحربه التجارية على العالم، يبدو كل شيء ممكناً، ومقاضاة «أوبك» لم تعد مستحيلة مع رئيس أولويته هي أميركا أولاً. فلا شك في أن مثل هذه الظروف الدولية، إضافة إلى العقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران تفرض توقع زيادة إنتاج السعودية وشركائها في الخليج وروسيا وربما تكون زيادة بنحو مليون إلى مليون ونصف برميل في اليوم لمنع حدوث أي نقص نفطي في الأسواق.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب ترامب على «أوبك» حرب ترامب على «أوبك»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon