توقيت القاهرة المحلي 15:34:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم في خطر

  مصر اليوم -

العالم في خطر

بقلم - رندة تقي الدين

مصير العالم في أيدي خمسة قادة يزرعون القلق والذعر حول المستقبل.

في الطليعة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإدارته شوؤن العالم عبر تغريداته الصدامية والمفاجئة. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد تركيع العالم بأسلوب الهيمنة بالقوة كما في سورية والقمع وفرض الأمر الواقع من القرم الى أوكرانيا الى سورية. ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يحكم منذ عقود بالقمع والاستبداد والاحتلال للفلسطينيين وإصدار قوانين تجعل من الطوائف الأخرى داخل إسرائيل مواطنين من الصف الثاني. ورجب طيب أردوغان الذي يأخذ شعباً وبلداً كبيراً مثل تركيا الى المجهول بجنون العظمة والهيمنة. والمرشد الإيراني خامينئي الذي يرشد نظامه الى القمع داخلياً والهيمنة بالصواريخ والسلاح والتخريب خارجياً في كل من العراق واليمن وسورية ولبنان ودول الخليج، ويفقر شعبه بعقوبات دولية عليه بسبب سياسة توسعية وإرهابية، ويدخله في حروب على حساب مصالح شعبه إن كانت لحماية بشار الأسد أو في العراق أو مع الحوثيين.

فواقع الحال أن العالم ليس بخير مع هؤلاء القادة، خصوصاً أن القارة الأوروبية ضعيفة لا صوت لها في ظل هذا الواقع. فبريطانيا تتخبط بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي والمفاوضات المرتبطة به. وألمانيا تعاني من ضعف المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي عليها أن تدير بلداً أساسياً ومحركاً للاتحاد الأوروبي، كونه الاقتصاد الأول في أوروبا، بحكومة تحالف جعلتها أضعف بكثير مما كانت سابقاً، نظراً الى تراجع شعبية الحزبين الأساسيين في التحالف الحاكم. وفرنسا المحرك الشريك لألمانيا في الاتحاد الأوروبي يضعف تأثيرها نتيجة ضعف ألمانيا. وهذا على رغم أن إيمانويل ماكرون يحظى بغالبية ساحقة مؤيدة له في الجمعية الوطنية وأنه إصلاحي جاد. فأوروبا ضعيفة في وجه قادة في العالم لا أمل منهم لتحسين أحوال شعوب العالم، بل بالعكس هم سبب مؤكد لتراجعها وأحياناً انهيارها. فترامب يقرر بتغريدة معاقبة أوروبا وفتح حرب تجارية عليها وعلى كندا. ثم يتراجع ويستقبل بكلمات لطيفة ومحبة رئيس اللجنة الأوروبية جان كلود يونكر، ويوقع معه هدنة في الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكنه يستمر في حربه التجارية مع الصين.

وترامب، شريك نتانياهو وصديقه، يقول علناً في قمة هلسنكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنه يسلم مستقبل الأزمة السورية الى إسرائيل. وهو الرئيس الأميركي الأول الذي ينفذ وعد حملته بنقل سفارته الى القدس. كما أنه يعد لتقديم حل يدّعي أنه سلمي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، من صنع صهره جاريد كوشنير لمصلحة إسرائيل. أما في هلسنكي، فهو قدم كل التنازلات حول سورية لبوتين. أما الأخير، فنجح عبر حربه التي قتلت مئات الألوف في سورية، في الحصول على أن ينحني العالم بأسره أمام رغباته وسياساته، حتى أنه يدعي أنه يخطط لعودة اللاجئين السوريين الى بلدهم بعد أن شردهم وقاتلهم وهجّرهم بطائراته وقنابله. والعالم بأسره يهرول الى روسيا للمساعدة، أما بالنسبة الى سورية أو إيران، فهو مرتاح الى هيمنة تتيح له فرض ما يريده من دون استثناء. وهو يدعي أنه يريد حل المشكلة السورية. فحله هو المنتصر الذي حمى نظام بشار الأسد عبر شراكة القتل والتعذيب والتشريد.

وها هو يدعي أنه يبحث عن حل ويوافق على اقتراح فرنسي بتقريب مساري آستانا وجنيف للحل في سورية. إلا أنه في النهاية سيفرض ما يريده لأن ليس لفرنسا والاتحاد الأوروبي وزن على هذا المسار طالما السيد ترامب سلّم بوتين وإسرائيل الورقة السورية. أما اللاعب الخامس الخطير فهو أردوغان الذي يحكم ٨٠ مليون تركي بالقمع وبفرض ما يريده بالقمع عبر انتخابات رئاسية مزوّرة كما انتخابات روسيا، حيث لم يتجرأ أحد على منافسة فعلية لبوتين. فأردوغان يقود بسياسته بلده الى الانهيار الاقتصادي بعدما كانت تركيا عامرة ومنتعشة. فالأزمة تتفاقم وإذا استمرت الليرة التركية في الهبوط سيؤدي ذلك الى عدم قدرة الشركات التركية على تسديد قروضها بالدولارات، والبنوك الأوروبية التي تدين تركيا لم تعد عازمة على إقراضها، والحل أمامه يكون في تقليص الإنفاق، ما يعني ركوداً اقتصادياً مثلما رأينا في اليونان. فالعالم بخطر فعلاً بإدارة قادة من هذا النوع.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في خطر العالم في خطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon