توقيت القاهرة المحلي 21:23:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة تلوث البحر في لبنان

  مصر اليوم -

جريمة تلوث البحر في لبنان

بقلم - رندة تقي الدين

صيف لبنان مناسبة لاختبار مأساة مصير بحره من التلوث. تعوّد الشعب اللبناني على إلقاء اللوم على المسوؤلين السياسيين وفشلهم وفسادهم، ولكن كارثة البحر البيئية في لبنان ليست وحدها مسوؤلية السياسيين. صحيح أن معالجة النفايات وإنشاء مصانع لهذه المعالجة هي أساسية ومن مسوؤلية طبقة سياسية فشلت حتى الآن في القيام بأدنى جهد لحل هذه المشكلة، ولكن الشعب اللبناني مسوؤل أيضاً عن الكارثة البيئية التي تجعل من شاطئه من الشمال إلى الجنوب بحراً ملوثاً يقتل السياحة وصيد السمك وكل ما يفيد مدن شاطئ المتوسط . فكم هو محزن أن يرى زائر لبنان مواطنين يلقون في البحر بزجاجات المياه الفارغة، وكم هو مثير للتقزز مشهد المتنزهين على شاطئ البحر الذين يلقون بنفاياتهم في بحر هو كنز تجب حمايته والحفاظ عليه.

اللبنانيون الذين لديهم إمكانات مالية يذهبون إلى شواطىء مجاورة في قبرص واليونان وتركيا حيث يحافظ الشعب والدولة على شواطئهم. فما ينقص أن يكون بحر لبنان جاذباً؟ كما هي الشواطئ التركية أو الجزر اليونانية حيث مياه البحر تمثل ثروة سياحية لا مثيل لها. ولكن لبنان أضاع هذه الفرصة ليس فقط بسبب أوضاع سياسية غير مستقرة وطبقة سياسية فاشلة، بل لأن جزءاً من الشعب اللبناني لا يعي أنه مسوؤل عن هدر كنز سياحي وحيوي وأن المساهمة في تلوث البحر جريمة بحق الشعب اللبناني. إن الأخبار عن وجود مواشٍ من بقر أو غيرها في مياه البحر مزرية. وكم هو مؤلم أن أصحاب المطاعم على شاطئ البحر يلقون بنفايات مطاعمهم في البحر. حتى أن سيدة لبنانية تسبح في البحر أمام منزلها اضطرت يوماً إلى جمع أصحاب هؤلاء المطاعم لتنبيههم إلى ما يرتكبون من جريمة بيئية في تلويث مياه يقال عنها إنها أنظف ما يوجد في لبنان حتى إشعار آخر.

لا شك في أن خطر البحر الملوث هو كبير على صحة من يسبح في مياهه. وعلى رغم هذا التلوث وكل الأخبار عن خطورة السباحة في لبنان على الصحة، فالمنتجعات والنوادي البحرية مليئة بمواطنين متعطشين للسباحة في البحر على رغم التحذيرات، لأنهم تعوّدوا على المجازفة. وعلى الحكومة الجديدة أن تضع في أولوياتها معالجة النفايات وعدم السماح برميها في البحر، وعليها أيضاً أن تضع برامج تعليمية إجبارية في المدارس منذ الصفوف الابتدائية، لتعليم الأولاد حماية بحرهم والحفاظ عليه، على ألا يكون مكباً لنفاياتهم. حماية البحر في لبنان يجب أن تكون أولوية أولاً للبنانيين ثم للشواطئ المجاورة التي قد تنتقل إليها نفايات لبنان. ولكن من سوء حظ البحر المــــتوسط، الذي يعتبر مهداً لحضارات عديدة، أنه يحتاج وفق عدد من علماء البيئة إلى ٨٠ عاماً لتجديد مياهه. ويقول أحدهم إن طبيعته الجغرافية تلعب دوراً أساسياً في استمرار التلوث إذ إنه يكاد يكون مغلقاً، حيث يتصل من خاصرته الشرقية بالبحر الأحمر الذي هو أكثر انغلاقاً وغرباً بالمحيط الأطلسي من مضيق جبل طارق.

وتقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة تشير إلى عبور أكثر من ٢٠٠٠ سفينة منها ٣٠٠ ناقلة نفط في مياهه، وقد رمت فيها أكثر من مليون طن من النفط الخام وأيضاً مئة طن من المــبيدات العضـــوية. البحر المتوسط مريض بيــــئياً ولكن ذروة تلوثه في شواطئ لبنان حيث لا يــــبالي سكان المدن على الشاطئ بحماية البحر. إن مسوؤلية الشعب اللبناني أن يعي مسوؤليته في مكافحة تلويث شاطئه، كما أن على الحكومة والمسؤولين أن يجعلوا أولويتهم تنظيف البحر ومعالجة النفايات ليس في مكبات تذهب إلى البحر بل بمصانع تحويلية لهذه النفايات. فهذا التحدي البيئي هــو في خضم حياة كل لبنان.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة تلوث البحر في لبنان جريمة تلوث البحر في لبنان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"

GMT 18:12 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

إغلاق مقاهي روما تحسبًا لشغب جماهير ليفربول

GMT 06:50 2022 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

تألق البرازيلي برونو سافيو في 9 مباريات مع الأهلي

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أرز بالبصل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon