توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عادة اللوم الأميركي لـ «أوبك»

  مصر اليوم -

عادة اللوم الأميركي لـ «أوبك»

بقلم : رندة تقي الدين

 بدأت أصوات نواب أميركيين تلقي اللوم على «أوبك» بأنها رفعت أسعار النفط. وقد طلب السيناتور الديموقراطي شاك شومر من الرئيس دونالد ترامب إرسال وزير الطاقة الأميركي الى مؤتمر «أوبك» في فيينا في ٢٢ حزيران (يونيو) لمعالجة قضية أسعار النفط.

كالعادة، كلما طرأت زيادة قليلة في مستوى أسعار النفط يعود الأميركيون الى إلقاء اللوم على «أوبك»، في حين أن أميركا اليوم هي أكبر سوق مستهلكة وأصبحت تنتج ما يكفيها من النفط مع زيادات النفط الصخري التي اكتشفت في الولايات المتحدة في السنوات الماضية عندما ارتفعت أسعار النفط. فاندفعت الشركات الكبرى والصغرى الى التنقيب والاستكشاف أينما كان في أميركا.

والآن وقد بدأ الصيف وموسم السياحة في أميركا مع زيادة قيادة السيارات، عادت موضة إلقاء اللوم على دول «أوبك». في حين أن وزير النفط السعودي خالد الفالح أعلن مع نظيره الروسي ألكساندر نوفاك أن الفائض النفطي في المخزون العالمي قد أزيل وأن دول «أوبك» وتلك المنتجة خارج أوبك الـ٢٤ والتي كانت خفضت إنتاجها ١٫٨ مليون برميل في اليوم، قد تعيد النظر في هذا القرار تدريجياً للتعويض عن الكميات النفطية الإيرانية والفنزويلية التي ستفقدها السوق بسبب العقوبات الأميركية. فور إعلان هذه الإشارة التي أعطاها الفالح، انخفض سعر برميل النفط في السوق الأميركية بحوالى دولارين، وفي سوق لندن حيث انخفضت أسعار البرنت المستقبلية أكثر من دولار.

الفالح ونظيره الروسي أعلنا في سان بطرسبورغ أن بإمكان «أوبك» والدول المنتجة خارجها النظر في العودة الى زيادة إنتاج في الربع الثاني من السنة، علماً أن لجنة المراقبة لـ «أوبك» كانت أوصت في اجتماعها في ٢٥ أيار (مايو) بأن تخفيض ١٫٨ مليون برميل في اليوم سيمتد ستة أشهر قادمة أي نهاية السنة. وكان ذلك قرار «أوبك» الأخير، في مؤتمرها الأخير في كانون الأول (ديسمبر) من السنة الماضية. لكن، لم يكن عندذاك قد صدر القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة العقوبات على إيران والآن على فنزويلا.

عندما خفضت «أوبك» والدول خارجها إنتاجها، تحسنت أسعار النفط وعائدات المنتجين ولكنها لم تبلغ مستويات غير مقبولة. فكانت باستمرار بين ٧٠ و ٧٨ دولاراً للبرميل، ولم تصل الى المستويات التي تؤثر سلباً في اقتصاد العالم. ورغم ذلك، عادت أميركا الى عادتها القديمة في إلقاء اللوم على دول «أوبك» حتى أن نائباً من حزب ترامب هي ليزا موركوفسكي التي ترأس لجنة الطاقة قالت إن تخفيض إنتاج «أوبك» رفع الأسعار وتنبغي معالجته.

إن تاريخ الـ «أوبك» شهد مرات عدة لوماً وتدخلاً أميركيين من هذا النوع. حتى أن في أواخر التسعينات، اتصل وزير الطاقة الأميركي حينذاك بيل ريتشاردسون برئيس «أوبك» حينها، وكان عبدالله حمد العطية وزير النفط القطري، خلال المؤتمر ليطلب منه أن تعمد المنظمة الى تخفيض الأسعار. لكن الآن وأميركا تباهت منذ بضع سنوات باستقلاليتها النفطية، ولو أنها ما زالت تستورد كميات قليلة من النفط السعودي، فالسؤال يعود عن سبب هذا اللوم؟ وتاريخ السعودية هو في الحفاظ المستمر على استقرار أسواق النفط والاقتصاد العالمي. و «أوبك» لم تتخذ قراراتها ولن تتخذها، إلا بعد دراسة دقيقة لأسس السوق مع وضع العرض والطلب فيها. وقد خفضت الإنتاج في ٢٠١٧ لأن السوق العالمية شهدت فائضاً نفطياً كبيراً كان ينبغي أن تزيله. وقد نجحت في ذلك بإشراك ١٣ دولة من خارجها، أهمها روسيا، الى أن تحسنت أسعار النفط بعد أن وصل سعر البرميل الى الثلاثينات. فواقع الحال، إذا زادت مجموعة الدول الـ٢٤ إنتاجها سيكون ذلك تماشياً مع مبدأ تلبية الطلب على النفط وعدم حدوث نقص يعيد أسعار النفط الى مئة دولار للبرميل ويعيد دورة الإسراع في إنتاج النفط الصخري في أميركا لمنافسة نفوط منتجين آخرين وإعادة الفائض الى ما كان عندما انخفضت أسعار النفط انخفاضاً كبيراً. لذا، على مجموعة الدول الـ٢٤ أن تنظر بحذر الى أوضاع السوق، لتقييم ماذا ينبغي أن تزيده من إنتاج كي لا تنخفض عائدات الدول المنتجة التي تتشارك في الحاجة اليها.

 نقلًا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادة اللوم الأميركي لـ «أوبك» عادة اللوم الأميركي لـ «أوبك»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني

GMT 01:58 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

صورة الفنانة شادية قبل وفاتها تبكي محبيها

GMT 08:06 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري سعيدة بجائزة فاتن حمامة وتبرز معادلة نجاحها الصعبة

GMT 23:51 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

فوائد العناق بين الزوجين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon