توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فخامة دافوس وبؤس الشرق الأوسط

  مصر اليوم -

فخامة دافوس وبؤس الشرق الأوسط

بقلم - رندة تقي الدين

قادة العالم يبحثون في النمو الاقتصادي العالمي تحت ثلوج دافوس والحروب والأزمات مشتعلة في الشرق الأوسط. جاء تحذير مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أمس في محله، وسط تفاؤل بأرقام النمو الاقتصادي العالمي من أنه ينبغي التنبه إلى أن عدداً كبيراً من دول العالم هو خارج هذا النمو والعمل من أجل توسيعه ليصل إلى دول حالتها بعيدة كل البعد من النمو الاقتصادي.

فالاقتصاديون وقادة العالم يهللون تحت ثلوج المنتجع السويسري الفخم من جهة، في حين أن ملايين اللاجئين السوريين وقبلهم الفلسطينيين يعيشون في خيم في دول تستضيفهم رغماً عنها. بشار الأسد وفلاديمير بوتين وقاسم سليماني ومعلمه وشركاؤه اللبنانيون يقتلون ويهجّرون الشعب السوري. في هذه الأثناء تنشغل الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سورية ستيفان دي ميستورا بالبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، لا يريده النظام السوري وتنافسه روسيا بمسعى سوتشي العقيم. وباريس تسعى إلى وضع حد لاستخدام النظام السوري المجرم السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري، وهو مسعى مشكور، لكن أنظمة سورية وروسيا وإيران غير معنية بعقوبات عالمية على الشركات والمسوؤلين عن هذا الإجرام، لأن العقاب لم يطلهم ولن يطالهم ما داموا يسيطرون بالسلاح والقوة على الأرض والجو السوريين.

أما اللاجئون الفلسطينيون وهم بمئات الألوف في لبنان والأردن وسورية فهؤلاء يتعرضون إلى عقاب عالمي كونهم ولدوا فلسطينيين. فها هو السيد ترامب ونائبه بنس يكرسان سياسة أميركية كانت منذ إنشاء دولة إسرائيل منحازة بشكل كامل إلى الكيان الصهيوني. وقرار ترامب بنقل سفارته إلى القدس وزيارة مايك بنس ليست إلا توضيحاً لسياسة أميركية مستمرة وضعف وتخاذل أوروبي وعربي أمام أميركا وإسرائيل.

وحرب اليمن وإجرام الحوثيين وحليفهم الإيراني الذي لا ينقطع عن التخريب في منطقة الخليج ويزود الحلفاء الحوثيين بصواريخ باليستية لاستخدامها لتهديد السعودية فهي حرب كارثية ومؤلمة لبلد يعيش في البؤس والفقر منذ عقود. فالرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي لعب على حبال عدة لم يعمل لتحسين بلده رغم انه حصل على أموال طائلة كذلك الأمر بالنسبة إلى الحوثيين الذين كانوا حلفائه حتى فترة وجيزة قبل أن يقتلوه. فهذه المنطقة مليئة بالكوارث. أما العراق فهو يعاني أيضاً من تزايد نفوذ إيران فيه والميليشيات المأجورة للنظام الإيراني الذي يريد السيطرة على العراق عبر الانتخابات ووكيله على الأرض نوري المالكي والشعب العراقي محروم من ثروته بسبب الفساد والحروب على رغم كل جهود رئيس الحكومة حيدر عبادي.

أما لبنان فهو أيضاً يشكو من تدهور اقتصادي وبيئي كارثي مع عبء اللاجئين السوريين والفلسطينيين فيما خفضت الإدارة الأميركية مساعداتها للأنروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وكان في وسع منطقة الشرق الأوسط أن تستفيد من النمو العالمي وتحسن أسعار النفط لولا الأزمات والحروب والكوارث، ولو لم تكن تحت وطأة قيادات لا تعمل إلا لتبقى في الحكم مثل الأسد وجماعته وخامنئي وحرسه الثوري وفلاديمير بوتين الرئيس الذي قرر البقاء أطول وقت ممكن ربما طيلة حياته كإمبراطور على رأس بلده وربما على رأس الشرق الأوسط.

ويشير كل ذلك إلى أن التفاؤل بالنمو في بعض أنحاء العالم لا يعني الكثير لشعوب تعيش حروباً ولا تستفيد في أي شكل من الأشكال من النمو. بل بالعكس فالنمو الاقتصادي يعني انتعاش اقتصاد الأميركي بقيادة ترامب ونهجه أولاً وباقي الدول لا قيمة لها. حتى انه وصف بعض الدول الأفريقية بأنها دول قذرة في حديث له مع نواب أميركيين.

فدافوس تعكس عدم عدالة العالم والفرق الشاسع بين أوضاع مستقرة وواعدة لديمقراطيات العالم الغربي، حيث هناك محاسبة من الناخبين حتى عندما يختارون شخصية مثل ترامب وبين ديكتاتوريات الشرق الأوسط التي خربته.

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فخامة دافوس وبؤس الشرق الأوسط فخامة دافوس وبؤس الشرق الأوسط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني

GMT 01:58 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

صورة الفنانة شادية قبل وفاتها تبكي محبيها

GMT 08:06 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري سعيدة بجائزة فاتن حمامة وتبرز معادلة نجاحها الصعبة

GMT 23:51 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

فوائد العناق بين الزوجين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon