توقيت القاهرة المحلي 10:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين النأي بالنفس في لبنان؟

  مصر اليوم -

أين النأي بالنفس في لبنان

بقلم - رندة تقي الدين

استقبال «حزب الله» في الضاحية الجنوبية وفداً من الحوثيين يمثل تحدياً إضافياً وجديداً للبنانيين الذين يتطلعون إلى بلد هادئ ومستقر. فلبنان مخطوف من حزب يضحي بأبنائه دفاعاً عن بشار الأسد وجماعته. وهو مخطوف أيضاً من حزب يتدخل بكل وقاحة بحرب اليمن. فهو يدرب الحوثيين ويعطي الفرصة لتلفزيونهم أن يبث من لبنان ويستقبل وفد الحوثيين كضيف شرف في احتفالاته. ويضع مع شريكه المسيحي الخط العريض للسياسة الخارجية. فوزير الخارجية اللبناني الطامح لخلافة عمه في الرئاسة يسير وفق رغبة «الحزب». فهو يطالب بالتطبيع مع دمشق لأن شريك «حزب الله»، الأسد، في حاجة إلى شرعية. فوزير الخارجية لا يبالي بمبدأ النأي بالنفس. هو بحجة إعادة اللاجئين السوريين يريد التنسيق مع النظام السوري وعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين. ويقول باسيل إنها من أجل مصلحة لبنان. فكيف هي مصلحة لبنان في أن تعود علاقاته طبيعية مع نظام سوري هجر الملايين إليه ويدعي الآن أنه يريد عودتهم.

وكيف هي مصلحة لبنان في أن يكون الحزب المهيمن فيه بفضل شريكه في البلد والذي يدعي بأنه يعمل لمصلحة الوطن، منخرطاً في الحرب اليمنية إلى جانب الحوثيين. كيف يعمل هذا الوزير لمصلحة لبنان عندما يسمح أن يكون بلده طرفاً في هذه الحرب في حين أنه يطمح إلى علاقات أخوية ومجدية مع أشقائه في الخليج. عاش لبنان تاريخاً من الأزمات والحروب والكوارث، والآن استقراره على المحك لأن كل تصرفات الحزب المهيمن فيه مع شريكه الإيراني تضعه في خطر كبير مع احتمال معاقبة شديدة له خصوصاً من الولايات المتحدة. فلبنان مع اللاجئين السوريين أو من دونهم يواجه خطر عقوبات قاتلة لا يمكنه أن يتحملها.

والإدارة الأميركية حذرت الجميع من عدم الاستسلام لما يريده «حزب الله». ومعاقبة إيران تشهد لما قد يحصل في لبنان الذي لا يملك حتى إشعار آخر لا نفطاً ولا غازاً ولا صناعات أساسية يصدرها. إن الوضع الاقتصادي لا يتحمل سياسات تأخذ البلد إلى شفير الهاوية لأن البعض يريد مسايرة المحور الإيراني معتقداً أنه الأقوى في المنطقة. سبق للبعض في الحكم في لبنان أن راهنوا على التحالف مع صدام حسين في العراق لأنهم اعتقدوا أنه الأقوى ولكن رهانهم سقط. وقد يسقط مرة أخرى إذا استمرت الأمور كما هي اليوم. فالمحور الإيراني هش وبقاؤه في سورية غير مضمون وإن بقي الأسد وجماعته لأن هؤلاء ليسوا أحراراً. وقرارهم في يد روسيا. أما الاعتقاد بأن عودة العلاقات الجيدة مع سورية تعطي للبنان فرصة بالمشاركة في إعادة إعمارها فهو خطأ في التقدير، فالولايات المتحدة بلسان السفير دافيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركي قالت إن ترامب أكد مراراً ما قاله لبوتين في هلسنكي إن لا أموال أميركية لإعادة إعمار سورية طالما النظام السوري يعطل مفاوضات جنيف ولا يريد التحدث عن الانتقال في إطار الحل السياسي. وساترفيلد قال إن بوتين سمع ذلك بوضوح من ترامب في هلسنكي.

إذا كان التفكير اللبناني بأن عودة العلاقات الطبيعية والجيدة ستعطي الفرصة للبنانيين في إعادة الإعمار فهذا غير واقعي طالما لا يوجد حل سياسي للوضع في سورية. ومن يريد إعادة إعمار في ظل بقاء جيوش إيران وروسيا و«حزب الله» في المدن السورية؟

إن سياسة النأي بالنفس كانت الصائبة للبنان ولكن لسوء حظ هذا البلد أنه يقع تحت سيطرة حزب يتحكم به ويخطف قراره بفضل حزب آخر يسمي نفسه القوي، ويراهن على محور يعتقد بأنه الطريق إلى الرئاسة، في حين أنه اختبر أن الرئاسة ما كانت لتأتي من دون سعد الحريري الذي أخطأ التقدير عندما اختار التسوية على الفراغ. واليوم الخطر نفسه باق على لبنان طالما «حزب الله» ومحوره أدخلاه في حروب المنطقة برعاية وزير خارجية يطمح إلى رئاسة الجمهورية تحت مظلة المحور الإيراني.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين النأي بالنفس في لبنان أين النأي بالنفس في لبنان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon