توقيت القاهرة المحلي 21:11:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وسعر النفط

  مصر اليوم -

ترامب وسعر النفط

بقلم - رندة تقي الدين

قال دونالد ترامب لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال غداء العمل الذي جمعهما في قصر الايليزية السبت الماضي قبل احتفالات مئوية الحرب العالمية الاولى، إن أسعار النفط ستكون منخفضة .ثم غرد قبل يومين قائلا انه «يتمنى من السعودية واوبك الا تخفض الانتاج وان اسعار النفط ينبغي ان تكون اقل مما هي على اساس العرض».

واقع الحال ان ترامب هندس العقوبات على تصدير النفط الايراني بشكل عدم تاثيرها على السوق النفطية العالمية، وفاجأ العالم بانه اعطى ٨ دول استثناءات لمدة ثلاثة اشهر قابلة للتمديد او للتوقيف، وهذه الدول هي الصين التي استوردت في نيسان (ابريل) من ايران ٧٣٣ الف برميل في اليوم، والاستثناء الاميريكي جعلها تستورد ٣٦٠ الف برميل في اليوم، واليابان التي اصبحت تستورد ١٠٠ الف برميل في اليوم من النفط الايراني بعد ان كانت الكميات في نيسان ١٠٠ الف برميل في اليوم، وكوريا الجنوبية اصبحت تستورد ١٣٠الف برميل في اليوم، بعد ان كانت تشتري ٢٦٦ الف برميل في اليوم، والهند تشتري الآن ٣٠٠ الف برميل في اليوم، وكانت تأخذ ٦٥٥ الف برميل في اليوم من النفط الايراني. فمجموع الدول الثماني المستثناة من العقوبات الأميركية مرحلياً (الصين واليابان وكوريا وتايوان والهند وايطاليا واليونان وتركيا)، اصبح بـ١,٠٩ مليون برميل في اليوم، في حين كانت ايران تصدر لها ٢,٢٨٠ مليون برميل في اليوم، ان الادارة الاميركية لم تشرح لماذا سمحت باستثناء هذه الدول .ولكن من الواضح ان ترامب اراد تجنب اي شحّ في العرض قد يرفع سعر النفط. فبين توقعات بحجم صادرات النفط الايراني بصفر الى ما هي الآن بمليون برميل في اليوم لم يحدث نقص في العرض في الاسواق بل العكس، ما جعل وزير النفط السعودي خالد الفالح يقول في ابوظبي انه يرى حاجة الى تخفيض اوبك مليون برميل في اليوم. واقع الحال ان سعر برميل البرنت من تشرين الاول (اكتوبر) الى الآن انخفض بـ١٥ في المئة الى اقل من ٧٠ دولار البرميل . وهذا قد يناسب ترامب لكنه غير محبذ من دول الاوبك .اما العقوبات على ايران فرغم هذه الاستثناءات لا يسمح للدول التي تشتري من ايران الدفع بالدولار. فتوضع الاموال التي تدفع في حسابات محلية مغلقة escrow account بامكان ايران ان تدفع بها فقط الادوية وكل الاحتياجات الانسانية من حسابات بالعملة المحلية، مثلا، في الصين او كوريا. وإيران ستجد صعوبات في دفع تأمين ناقلات النفط، وعليها ان تجد طرقاً لذلك، كما ان طائرات الخطوط الجوية الايرانية ستجد صعوبات في تزويدها في مطارات العالم بالفيول لرحلاتها. ففي مطار بيروت لا يحق لشركات النفط مثل «توتال» وغيرها الموزعة لوقود الطائرات بتزويدها بسبب العقوبات. فالتساهل الاميريكي مع الدول المستثناة من العقوبات هو بوضوح لمنع ارتفاع سعر النفط، ولكن، هناك موعد لـ»اوبك» والدول الـ٢٤ التي تعاونت حتى الآن لخفض انتاجها وذلك في ٦ و ٧ كانون الاول (ديسمبر) في فيينا، فالسؤال هو كيف سيكون موقفها تجاه دعوات ترامب؟ وزير اكبر دولة منتجة، السعودية، قال إن هناك حاجة لتخفيض مليون برميل في اليوم. و ماذا تفعل روسيا وهي اكبر منتج خارج اوبك الذي تعاون مع «اوبك»؟. المتعاملون مع الشركات الروسية ينقلون عنها قولها ان المرحلة صعبة لانهم اضطروا بسبب تخفيض الانتاج إلى وقف بعض المشاريع وتقليص الاستثمارات، ما أدى إلى تخفيض انتاجية حقولهم. ويقولون انهم شركات خاصة وليسوا ملك الدولة، وانهم يعانون من خسائر مالية نتيجة ذلك. والسؤال ماذا سيفعلون في ٦ كانون الاول في فيينا، وهل يخفضون مع اوبك انتاجهم ام لا. بامكانهم تغيير موقفهم الحالي وذلك حسب وضع السوق في ذلك الوقت وحسب مفاوضاتهم مع السعودية. ولن يعلنوا موقفهم قبل كانون الاول، ولو ان الرهان انهم في النهاية سيقررون خفض انتاجهم لان وضع السوق النفطية اليوم يعكس توقع فائض في العرض للربع الاول من السنة المقبلة . واذا رأت الدول المنتجة ال٢٤ في كانون الاول انه ينبغي تخفيض الانتاج بنصف مليون برميل الى مليون برميل في اليوم يجدر السؤال: ماذا ستكون ردة فعل ترامب ازاء «اوبك» حينها؟.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وسعر النفط ترامب وسعر النفط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"

GMT 18:12 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

إغلاق مقاهي روما تحسبًا لشغب جماهير ليفربول

GMT 06:50 2022 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

تألق البرازيلي برونو سافيو في 9 مباريات مع الأهلي

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أرز بالبصل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon