توقيت القاهرة المحلي 10:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يسلم سورية لإسرائيل وروسيا

  مصر اليوم -

ترامب يسلم سورية لإسرائيل وروسيا

بقلم - رندة تقي الدين

إجابة الرئيس دونالد ترامب على سؤال أحد الصحافيين في هلسنكي، عما إذا كانت هناك ترتيبات معينة مع فلاديمير بوتين حول سورية كانت معبرة، فقد قال: «لقد عملنا طويلاً مع إسرائيل، ونحن أقرب دولة إليها، والرئيس بوتين يساعد إسرائيل، وكلانا تحدث مع نتانياهو، والإسرائيليون يريدون القيام ببعض الأعمال بالنسبة إلى سورية تتعلق بأمنهم. فنحن نريد العمل لمساعدة إسرائيل التي تعمل معنا منذ مدة طويلة وإسرائيل ستعمل معنا. والرئيس بوتين وأنا نرغب في العمل لضمان أمن إسرائيل».

ترامب سلم مستقبل الحل السوري إلى إسرائيل التي تحبذ بقاء بشار الأسد منذ عقود والتي تريد إخراج الإيرانيين من سورية، وبوتين في رده لم ينف ذلك. إن الصفقة التي تمت بين ترامب المستسلم كلياً للرئيس بوتين هي الاعتراف له بالدور الأساس في مستقبل سورية، شرط أن يضمن ما ترغب به إسرائيل، ما يعني إخراج الحرس الثوري الايراني وحزب الله . وكانت روسيا قبل القمة دفعت بعض قوات حزب الله في سورية إلى ما وراء الحدود السورية اللبنانية في سعي للقول إلى ترامب إن روسيا تعمل على إخراج الإيرانيين ووكلائهم اللبنانيين من الأراضي السورية. إلا أن إخراج إيران من سورية سيكون مهمة صعبة لبوتين لأن الأسد لا يمكنه الاستمرار بلا الحرس الثوري إلا في حال اعتمد في بقائه على حماية إسرائيلية معززة. حماية إسرائيل نظام الأسد ليست جديدة ولكن إذا وافق الأسد على إخراج الحرس الثوري سيكون ذلك في صفقة اسرائيلية روسية أميركية مقابل ضمان استمراره بمعزل عن مستقبل أو مصير الشعب السوري . هذه الصفقة الروسية الأميركية غير مطمئنة لمستقبل المنطقة. إسرائيل كما إيران لها طموحات تخريبية أينما كان في الشرق الأوسط لإلهاء العالم بأوضاع غير مستقرة ومنع الأسرة الدولية من التفكير في سلام مع الفلسطينيين. وتعزيز دور إسرائيل في سورية يزيد الخطر على لبنان ومستقبله. إن سياسة ترامب المستسلمة بهذه السهولة لبوتين خطيرة ليس فقط من المنظور الأميركي الداخلي بل أيضاً على منطقة الشرق الاوسط بأسرها.

الأمر الملفت الآخر خلال المؤتمر الصحافي المشترك بين بوتين وترامب قول بوتين في الشأن السوري: «إننا سنربط جهودنا في العمل في مسار آستانة حيث تعمل روسيا مع ايران وتركيا مع ما يعرف «بالمجموعة الصغرى» للدول المعنية بسورية. وهذه المجموعة الصغرى التي تكلم عنها بوتين تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والأردن والسعودية اجتمعت الأسبوع الماضي على هامش قمة الـ «ناتو» في بروكسيل بمشاركة وزير الخارجية الأميركي بومبيو للمرة الأولى من دون أي نتيجة خارقة. فتقارب مجموعة آستانة والمجموعة الصغرى جاءت بمبادرة من الرئيس الفرنسي ماكرون لدفع مسار جنيف. ولكن بوتين بعد الاستسلام الأميركي له لن يأخذ برأي فرنسا وأوروبا حول مستقبل سورية لأن ترامب اعترف له بالهيمنة في الموضوع السوري. المؤلم في كل ذلك أن روسيا بوتين التي ساهمت الى جانب نظام الأسد والحرس الثوري في قتل وتهجير الملايين من الشعب السوري تتحدث الآن عن البحث عن حلول، مدعية أنها لتخفيف معاناة الشعب السوري. المستقبل أسود في ظل قوات روسية إيرانية سورية نظامية انتصرت بالبراميل والقصف والقتل والتعذيب وأصبحت الآن تدعي العمل الإنساني. إن نتائج قمة هلسنكي تبشر بمستقبل قائم على القمع وقتل والتخريب في سورية وبعدم استقرار الدول المجاورة مع بقاء الأسد بحماية روسية إسرائيلية وحروب إسرائيلية إيرانية حزب اللهية تهدد المنطقة.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يسلم سورية لإسرائيل وروسيا ترامب يسلم سورية لإسرائيل وروسيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon