توقيت القاهرة المحلي 15:30:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول

  مصر اليوم -

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول

بقلم - رندة تقي الدين

إيمانويل ماكرون وأنغيلا مركل سيسعيان يوم السبت المقبل في اسطنبول، إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإقناع النظام السوري بالدخول في مفاوضات مع المعارضة السورية لإطلاق مسار جنيف من أجل انتقال وحل سياسيين لسورية. كما سيسعيان مع الرئيس رجب طيب أردوغان، مستضيف القمة الرباعية، الى تمكين الهدنة في إدلب ومنع تصعيد عسكري في المدينة يزيد الكوارث الإنسانية في سورية.

بالنسبة الى إقناع روسيا بضرورة مشاركة النظام في مسار جنيف، قد يصطدم المسعى الفرنسي - الألماني بتعنت موقف بوتين. فروسيا حتى الآن لم تضغط على النظام منذ مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في كانون الثاني (يناير) الماضي، حين تأسست اللجنة الدستورية.

وقد رفض النظام، على رغم كل جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، المشاركة في مسار للانتقال السياسي. وتم تقديم لائحتين لتشكيل المجلس الدستوري، واحدة من النظام والأخرى من المعارضة، إلى الأمم المتحدة، لكن النظام عطل تشكيل اللائحة الثالثة لتشكيل هذه اللجنة الدستورية. ودي ميستورا قدم استقالته لأنه استاء من التعطيل وعدم إحراز أي تقدم. لكن مثلما كان متوقعاً، فشل دي ميستورا، لذا يترك منصبه على غرار الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي الذي غادر باكراً لأنه أدرك من البداية أنها مهمة شبه مستحيلة، كون النظام يرفض التطرق إلى انتقال سياسي، ولأن حلفاءه مرتاحون الى بقائه. فالنظام لا يريد تمثيل كل المكونات السورية في اللجنة الدستورية، وهو مصرّ على البقاء تحت وصاية روسية - إيرانية بموافقة إسرائيلية قديمة وواضحة كشفتها القيادة الإسرائيلية أخيراً.

وهكذا، فالمسار السياسي الذي أراد البدء بإنشاء اللجنة الدستورية متعثر وليس هناك أمل بإطلاقه طالما بوتين غير مستعجل لإقناع بشار الأسد بالدخول فعلاًً في مفاوضات. وبوتين مرتاح الى الأسد الذي أهداه قاعدة بحرية تمكنه من السيطرة في المتوسط والشرق الأوسط. استعاد بوتين مركز القيصر الروسي بطرس الكبير، الذي أعطى روسيا مدخلاً على البحر الأسود. نال بوتين من الأسد كل ما يريده ولا داعي لإقناعه بالمشاركة في حل سياسي يتناول الانتقال في سورية لأنه يريحه، خصوصاً أن بوتين لا يبالي بمستقبل الشعب السوري. وهو لم يتردد بقصفه بطائراته وقنابله الوحشية داعماً براميل القوات الجوية السورية التي أسقطت له طائرة وقتلت جنوده بكثافة قصفها العشوائي الذي يستهدف الشعب السوري.

القمة الرباعية لن تأتي بنتيجة، لكنْ للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية على الأقل فضل أنهما يحاولان إطلاق مسار سياسي وإيجاد حل للمستقبل في سورية. فهما على قناعة بأنه لا يمكن أن تنتهي الحرب في سورية ويعاد إعمارها من دون مسار سياسي انتقالي. لكن الجانب الروسي لا يشاركهما الرأي. فلماذا الانتقال وبوتين في روسيا يبدو أنه نصب نفسه إلى ما لا نهاية؟ أما الجانب التركي فالمهم له ألا يكون الأكراد على حدوده، وأيضاً أن تساعده أوروبا، وأهم بلدين فيها ألمانيا وفرنسا، على تحمل عبء اللاجئين السوريين في تركيا وأيضاً التقارب مع الاتحاد الأوروبي. فتركيا تطمح الى الانتماء الى الاتحاد الأوروبي، لكن من المستبعد أن يحصل أردوغان على مثل هذه الهدية التي يطمح إليها منذ سنوات.

ماكرون ومركل سيكسبان فضل المحاولة، ولو أنهما لن ينجحا. فعلى الأقل لبوتين مصالح اقتصادية كبرى مع ألمانيا وقد يستمع إلى مركل وماكرون، لكن الاستماع لن يتحول الى اقتناع لأن الأوضاع في المنطقة، وحتى في العالم، تعمل لمصلحته، خصوصاً مع وجود شخصية مثل دونالد ترامب على رأس أقوى دولة في العالم: الولايات المتحدة. والتشاؤم سيبقى سائداً حول الوضع في سورية طالما الأسد يقود البلد مع حليفيه الإيراني والروسي.

نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon