توقيت القاهرة المحلي 21:23:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول

  مصر اليوم -

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول

بقلم - رندة تقي الدين

إيمانويل ماكرون وأنغيلا مركل سيسعيان يوم السبت المقبل في اسطنبول، إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإقناع النظام السوري بالدخول في مفاوضات مع المعارضة السورية لإطلاق مسار جنيف من أجل انتقال وحل سياسيين لسورية. كما سيسعيان مع الرئيس رجب طيب أردوغان، مستضيف القمة الرباعية، الى تمكين الهدنة في إدلب ومنع تصعيد عسكري في المدينة يزيد الكوارث الإنسانية في سورية.

بالنسبة الى إقناع روسيا بضرورة مشاركة النظام في مسار جنيف، قد يصطدم المسعى الفرنسي - الألماني بتعنت موقف بوتين. فروسيا حتى الآن لم تضغط على النظام منذ مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في كانون الثاني (يناير) الماضي، حين تأسست اللجنة الدستورية.

وقد رفض النظام، على رغم كل جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، المشاركة في مسار للانتقال السياسي. وتم تقديم لائحتين لتشكيل المجلس الدستوري، واحدة من النظام والأخرى من المعارضة، إلى الأمم المتحدة، لكن النظام عطل تشكيل اللائحة الثالثة لتشكيل هذه اللجنة الدستورية. ودي ميستورا قدم استقالته لأنه استاء من التعطيل وعدم إحراز أي تقدم. لكن مثلما كان متوقعاً، فشل دي ميستورا، لذا يترك منصبه على غرار الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي الذي غادر باكراً لأنه أدرك من البداية أنها مهمة شبه مستحيلة، كون النظام يرفض التطرق إلى انتقال سياسي، ولأن حلفاءه مرتاحون الى بقائه. فالنظام لا يريد تمثيل كل المكونات السورية في اللجنة الدستورية، وهو مصرّ على البقاء تحت وصاية روسية - إيرانية بموافقة إسرائيلية قديمة وواضحة كشفتها القيادة الإسرائيلية أخيراً.

وهكذا، فالمسار السياسي الذي أراد البدء بإنشاء اللجنة الدستورية متعثر وليس هناك أمل بإطلاقه طالما بوتين غير مستعجل لإقناع بشار الأسد بالدخول فعلاًً في مفاوضات. وبوتين مرتاح الى الأسد الذي أهداه قاعدة بحرية تمكنه من السيطرة في المتوسط والشرق الأوسط. استعاد بوتين مركز القيصر الروسي بطرس الكبير، الذي أعطى روسيا مدخلاً على البحر الأسود. نال بوتين من الأسد كل ما يريده ولا داعي لإقناعه بالمشاركة في حل سياسي يتناول الانتقال في سورية لأنه يريحه، خصوصاً أن بوتين لا يبالي بمستقبل الشعب السوري. وهو لم يتردد بقصفه بطائراته وقنابله الوحشية داعماً براميل القوات الجوية السورية التي أسقطت له طائرة وقتلت جنوده بكثافة قصفها العشوائي الذي يستهدف الشعب السوري.

القمة الرباعية لن تأتي بنتيجة، لكنْ للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية على الأقل فضل أنهما يحاولان إطلاق مسار سياسي وإيجاد حل للمستقبل في سورية. فهما على قناعة بأنه لا يمكن أن تنتهي الحرب في سورية ويعاد إعمارها من دون مسار سياسي انتقالي. لكن الجانب الروسي لا يشاركهما الرأي. فلماذا الانتقال وبوتين في روسيا يبدو أنه نصب نفسه إلى ما لا نهاية؟ أما الجانب التركي فالمهم له ألا يكون الأكراد على حدوده، وأيضاً أن تساعده أوروبا، وأهم بلدين فيها ألمانيا وفرنسا، على تحمل عبء اللاجئين السوريين في تركيا وأيضاً التقارب مع الاتحاد الأوروبي. فتركيا تطمح الى الانتماء الى الاتحاد الأوروبي، لكن من المستبعد أن يحصل أردوغان على مثل هذه الهدية التي يطمح إليها منذ سنوات.

ماكرون ومركل سيكسبان فضل المحاولة، ولو أنهما لن ينجحا. فعلى الأقل لبوتين مصالح اقتصادية كبرى مع ألمانيا وقد يستمع إلى مركل وماكرون، لكن الاستماع لن يتحول الى اقتناع لأن الأوضاع في المنطقة، وحتى في العالم، تعمل لمصلحته، خصوصاً مع وجود شخصية مثل دونالد ترامب على رأس أقوى دولة في العالم: الولايات المتحدة. والتشاؤم سيبقى سائداً حول الوضع في سورية طالما الأسد يقود البلد مع حليفيه الإيراني والروسي.

نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"

GMT 18:12 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

إغلاق مقاهي روما تحسبًا لشغب جماهير ليفربول

GMT 06:50 2022 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

تألق البرازيلي برونو سافيو في 9 مباريات مع الأهلي

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أرز بالبصل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon