توقيت القاهرة المحلي 15:20:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعمار سورية بين بوتين وماكرون ومركل

  مصر اليوم -

إعمار سورية بين بوتين وماكرون ومركل

بقلم - رندة تقي الدين

طلب فلاديمير بوتين من نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والألمانية أنجيلا مركل خلال القمة الرباعية التي استضافها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي البدء بالمشاركة في إعادة إعمار سورية كي يعاد بناء كل ما دمر لعودة اللاجئين إلى بلدهم. ووجه إصراره على هذا الموضوع برفض صارم من الاثنين.

وقال ماكرون للرئيس الروسي إن حرب النظام ضد معارضيه أدت إلى مغادرة ملايين السوريين بلدهم. وأنه لا يمكن إيجاد حل للوضع في شكل دائم إلا بحل سياسي يتيح لجميع السوريين أن يعيشوا بأمن وسلام في شكل دائم في بلدهم وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بعد حل سياسي شامل مع كل مكونات سورية. وأن منطق النظام في الاستعادة العسكرية للمدن التي خسرها لا يسمح بضمان استقرار سورية ولا بمستقبل آمن لعودة اللاجئين. وحجة ماكرون أن طالما يرفض النظام التفاوض في حل سياسي شامل لكل مكونات الشعب السوري فكيف سيعاد إعمار البلد وهي حجة منطقية وواضحة. وقد سبق للجانب الأميركي أن يعتمد التوجه نفسه. فكيف يريد بوتين إعادة إعمار البلد مع بشار الأسد على رغم موقفه من شعب هجره وقتله ودمر مدنه ومساكنه. وكيف يريد إعادة الإعمار بدعم من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة فيما مصير الشعب في أيدي من هجره وقصفه بالبراميل واستعان بالقوات الروسية والإيرانية و«حزب الله» للبقاء على رأس بلد مدمر. بوتين سيجد خلال قمته مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في باريس في ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) على هامش الاحتفالات بعيد الهدنة ومنتدى السلام الذي دعا إليه ماكرون أن الموقف من إعادة إعمار سورية هو نفسه لدى جميع دول اللجنة المصغرة المعنية بالملف السوري، لأنه لا يمكن إعادة إعمار البلد وبشار الأسد رافض لأي كلام حول دستور لمستقبل بلد وشعب يتطلع إلى مرحلة انتقالية يخرج منها الأسد والقوات الأجنبية ويعطى الشعب السوري حق اختيار مستقبله ومصيره.

إصرار بوتين على الأوروبيين أن يبدأوا بورشة إعادة الإعمار يعني أن روسيا وحدها غير قادرة على إعادة إعمار البلد. ولو أصبح لبوتين قاعدة قد تكون أبدية في طرطوس، أي في المتوسط، فروسيا لا يمكنها أن تتحمل وحدها عبء إعادة الإعمار وهي مدركة لذلك. صحيح أن بوتين فرض نفسه في الشرق الأوسط وربما عالمياً عبر تدخله وحربه في سورية، لكن روسيا لم تعد لها قدرة وقوة الاتحاد السوفياتي التي كانت توازي القوى الكبرى الأخرى في الولايات المتحدة والعالم الحر. وإصرار بوتين على فرنسا وألمانيا لإعادة إعمار سورية يعبر عن حاجة روسية لأوروبا في مهمة إعادة الإعمار. ولكن هذا المسعى غير ممكن طالما الأوضاع على حالها. وطالما ليس هناك حل سياسي حقيقي. إن المفاوضات حول إنشاء اللجنة الدستورية وانطلاقها بإشراف المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قبل نهاية السنة في جنيف مجرد اتفاق توصلت إليه القمة الرباعية في إسطنبول وكانت موسكو تعارض مبدأ قبوله لأنها قالت إنه من الصعب إقناع النظام بقبوله فوراً، إلا أن ماكرون ومركل وأردوغان تمكنوا من فرض ذلك في البيان الختامي. فمن يصدق أن بوتين الذي أنقذ بشار الأسد وحمى نظامه لا يمكنه إقناعه بضرورة المشاركة الفعلية في مفاوضات بلده؟

الإدارة الأميركية انخرطت الآن في الملف السوري وتم تعيين ديبلوماسيين مرموقين لمتابعة الملف. وأحدهم يزور باريس اليوم للتنسيق مع الفرنسيين حول العمل على الملف السوري وهذا أمر مستجد في الديبلوماسية الأميركية بعد الحديث عن مغادرة سورية. الآن تغير التوجه وأصبحت الأدارة الأميركية منخرطة من أجل إطلاق المفاوضات السياسية وعدم ترك كل الأمور في الشرق الأوسط لروسيا. ترامب كان يريد إخراج القوات من هناك لكنه اقتنع من بعض أوساطه ومن ماكرون أنه من الأفضل أن يبقى طالما القوات الإيرانية باقية في سورية. لكن السؤال: هل الحليف الإسرائيلي لأميركا يسمح بحل انتقالي سياسي طالما يناسبه، كما روسيا وإيران، بقاء بشار الأسد؟

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعمار سورية بين بوتين وماكرون ومركل إعمار سورية بين بوتين وماكرون ومركل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon