بقلم : أسماء الحسينى
تنفس أبناء المنطقة العربية الصعداء بانقضاء عام 2018، لما عانوه خلاله من مصائب على المستويين القومى والفردي، فهذا العام لم يستثن أحدا من أيامه العصيبة، والمؤلم أن الأوضاع المعيشية للناس فى منطقتنا لم تشهد تحسنا يستحق الذكر، بل على العكس من ذلك شهدت حياة الملايين من شعوبنا تدهورا فى نصيبهم من أبسط احتياجات الحياة من غذاء ودواء وتعليم وصحة، وقبل ذلك غياب الأمن والأمان.
وعلى مستوى العلاقات الاجتماعية أصبح من الواضح أن ذلك التدهور الاقتصادى والتنموى ترك آثارا سلبية عميقة على السلوك الفردى والاجتماعي، فلم يعد الأفراد يتعاملون مع بعضهم البعض من خلال قيم التراحم والتسامح والاحترام وحسن الظن، بل حلت محل هذه القيم الإيجابية صفات الأنانية، والبغضاء والتشاحن والتربص وسوء الظن.
على المستوى القومى أصابت هذه المنطقة فى العام الماضى كثير من الكوارث السياسية، ومنها قرار الرئيس الأمريكى ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره قطع مساهمة بلاده المالية فى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وذلك المشروع البائس المسمى بصفقة القرن، وأخيرا هبوطه غير الميمون فى قاعدة أمريكية فى العراق دون أدنى احترام أو تقدير لسيادة هذا البلد العربى العظيم، ويأتى هذا الانتهاك بعد قراره الغامض سحب القوات الامريكية من سوريا، الأمر الذى يشى بمؤامرة كبرى تحاك للقطرين العربيين سوريا والعراق، والمنطقة بأسرها التى أصبحت مرتعا لكل الأطراف الدولية والإقليمية الطامعة التى تستثمر الاحتراب والفشل المحلي. لن يتغير الوضع فى عام 2019 إلا بإدراك شعوبنا وحكوماتنا جسامة الظرف وعظم المسئوليات، وبذل الغالى والرخيص فى سبيل الحفاظ على الأوطان مهما تكن التضحيات.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع