بقلم : أسماء الحسينى
استضافت العاصمة الموريتانية نواكشوط القمة الإفريقية الـ 31، وكانت من أهم الملفات المطروحة أمامها الإرهاب وازدياد بؤر التوتر وانتشار الفساد والهجرة غير الشرعية وإصلاح الاتحاد الإفريقى ومنطقة التجارة الحرة الإفريقية.
ومن الواضح أن قضايا إفريقيا الجوهرية المتعلقة بنظم الحكم وإصلاحها لا يتم التعامل معها بشكل جدى ومباشر وصريح، فالقضية الأساسية التى تعوق تقدم هذه القارة هى إصلاح وتطوير نظم الحكم فيها، لإحداث نقلة نوعية مجتمعية حقيقية، وكذلك تنفيذ برامج التنمية وقبل كل شيء إغلاق بوابات الفساد، وإذا نظرنا إلى المشهد الإفريقى لوجدنا أهم ملامحه هو تدنى مستويات معيشة أبناء هذه القارة، الأمر الذى ترتب عليه بروز إشكالية الهجرة غير الشرعية لمئات الآلاف من الأفارقة الذين يحلمون بمستوى معيشى أفضل فى دول الشمال، وكذلك ضعف المشاركة السياسية لأبناء القارة فى تسيير شئون بلادهم، مما يؤدى إلى احتكار واستئثار فئة بالسلطة والثروة ، تختلف طبيعتها وحجمها من بلد إفريقى لآخر،الأمر الذى يفرخ كل أمراض هذه القارة، ومن أهمها سوء استخدام الموارد الهائلة، الذى يتمثل فى الانفاق العسكرى والأمنى المتعاظم بدعوى الحفاظ على مكتسبات الشعوب، التى هى فى الحقيقة مكتسبات الأنظمة والمحيطين بها، وهو ما يلتهم ميزانيات الخدمات والتنمية، ويحول كثيرا من بلداننا الإفريقية إلى خرابات تنعق فيها البوم، أو على أقل تقدير إلى بيئات طاردة لأبنائها، وكل ما سبق يؤدى إلى ولادة ونمو الاحتقان والتطرف والحروب الأهلية والإرهاب. وإذا كنا ننشد إصلاحا حقيقيا فى هذه القارة التى حباها الله بكل الثروات فطريق الإصلاح يبدأ من قمة الهرم، من أنظمة الحكم التى لا يتفق معظمها مع التحديات والطموحات الإفريقية.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع