بقلم : أسماء الحسينى
تعود العلاقات المصرية ـ اليمنية إلى عمق التاريخ، فقد تلقى تحتمس الثانى حاكم مصر هدايا من تجار سبأ، وكانت اليمن قديما المصدر الرئيسى لواردات مصرية أهمها البخور والتوابل، ثم كان دور مصر عبد الناصر التاريخى فى دعم ارادة الشعب اليمنى فى الستينيات.
إن اليمنيين يعتبرون مصر بلدهم الذى يشعرون فيه بالألفة مع أهله وثقافته وأحيائه، وللمصريين ذكريات لا تنسى فى اليمن مع أهله الكرام.
تكتسب زيارة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى للقاهرة أهمية خاصة فى ظل المرحلة الدقيقة التى يمر بها اليمن والمنطقة العربية، وفى ظل تهديدات ميليشيات الحوثيين لمضيق باب المندب والبحر الأحمر ولحركة التجارة العالمية، وفى ظل المخاطر غير المسبوقة التى تهدد أمن واستقرار اليمن، الذى هو أمن قومى عربى مصرى فى المقام الأول.
إن التداعيات السياسة والأمنية والإنسانية فى اليمن تؤكد أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر من أجل الدفع بآليات الحل السياسى فى وقت تتعثر فيه محاولات التسوية، وللعمل من أجل ألا تتحول اليمن لمنصة تهدد حرية الملاحة فى البحر الأحمر، أو أن يتحول اليمن لمنطقة نفوذ لقوى غير عربية، ولدعم استقرار اليمن ووحدة أراضيه.
الشعب اليمنى يتوقع الكثير من مصر أم الدنيا، كما يحلو لهم الإشارة إليها، للمساعدة فى تجاوز المحنة الكبيرة التى خلقتها مطامع ومؤامرات إقليمية ودولية تسببت بواحدة من كبرى الأزمات والكوارث الإنسانية، ويتوقع اليمنيون من السلطات المصرية تسهيل أمور الإقامات والتأشيرات والدراسة والعلاج، ولم شمل الأسر التى مزقت أواصرها الحرب.
إن على مصر مسئوليات تاريخية تجاه أشقائها ستقدمها مهما تكن الصعوبات التى تواجهها، وأهلا ومرحبا بكل شقيق فى بلده مصر.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع