بقلم : أسماء الحسينى
سيسجل التاريخ أن 2018 هو عام التحولات التاريخية فى منطقة القرن الإفريقي، وأنه العام الذى شهد انفراجات فى الرؤى السياسية بين حكام دول القرن الإفريقي. والحقيقة أن التحول الكبير فى العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا هو الانفراجة الكبرى فى هذه المنطقة الحيوية من العالم، التى تعقبها الآن انفراجات أخري، حيث إن الصراع بين الدولتين كان قد خلق حالة من الاستقطاب المقيت بين دول المنطقة، وتضررت مصالح الشعوب بفعل الصراع المسلح ثم الحرب الباردة لسنوات طوال بين إثيوبيا وإريتريا. بل وتطور الصراع بين البلدين إلى ما يمكن وصفه بحرب بالوكالة فى الصومال، حيث أوجد وفاقم الصراع بين اديس أبابا واسمرة أزمتها، كما انعكس سلبا على استقرار وأمن وتنمية دول المنطقة كلها، وأدى إلى تراجع برامج التنمية الاقتصادية بها وتحولها إلى دول طاردة لمواطنيها.
واليوم ظهرت عوامل عديدة داخلية وإقليمية ودولية فرضت نفسها على المشهد وساهمت مجتمعة فى هذا التحول التاريخي، ومن أهم هذه العوامل وصول قيادة جديدة على سدة الحكم فى إثيوبيا، وإدراك القيادة فى أسمرة أنه لم يعد هناك الكثير لإضاعته، أضف إلى ذلك اهتمام دولى متزايد بمحاربة التطرف والإرهاب الذى ينسب للإسلام فى هذه المنطقة المهمة، التى تتكالب وتتصارع عليها القوى الإقليمية والدولية، ويخشى العديد منها عواقب سقوطها فى يد قوى منافسة أو فريسة للفوضى أو الإرهاب. لقد دفعت شعوب هذه المنطقة أثمانا باهظة للصراعات والحروب الدامية المدمرة التى لا ناقة لها فيها ولا جمل، وهى اليوم تستحق التعويض عما فقدته وعما فاتها، ولن يكون ذلك إلا بإكمال هذا الطريق السلمى التعاونى الذى بدأ حتى آخره.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع