بقلم - أسماء الحسينى
العلاقات بين مصر وإثيوبيا هى علاقات تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة، فقد عرف الفراعنة وملوكهم الطريق الى الهضبة الإثيوبية، وهو أمر محير أن يركب المصريون القدماء ملوكا وتجارا عباب النهر الى الجنوب متجهين الى بلاد الحبشة التى دائما ما كانت بلاد تسامح وخيرات وموارد طبيعية وبشرية. استمر الحال كذلك حين جاء المسيح عليه السلام وانتشرت المسيحية على ضفاف النيل شمالا وجنوبا، وتأسست تلك العلاقة التاريخية بين الكنيسة المصرية والمسيحيين فى القرن الإفريقى كله، وأصبحت بين الكاتدرائية وبابا الكرازة المرقسية والمسيحيين فى شرق أفريقيا علاقة عضوية، ولا يغيب عنا تلك السماحة التى استقبل بها ملك الحبشة النجاشى المسلمين الفارين بدينهم الذين وجدوا فى كنفه الحماية وكرم الضيافة.هذه المقدمة التاريخية مهمة حتى توضع العلاقات المصرية الإثيوبية فى نصابها الصحيح، فهى ليست وليدة اليوم، كما أنها علاقة استراتيجية لايمكن التفريط بها، وما تلك الملابسات التى أحاطت بمشروع سد النهضة الإثيوبى الا نتاج سوء تناول، يجب تداركه، والعمل على تجاوز نقاط سوء الفهم فيه، وهو ما نأمل أن يتحقق من خلال مثل الزيارة التى يقوم بها الى القاهرة رئيس الوزراء الأثيوبى هايلى مريام ديسالين. .نقول له أهلا وسهلا بك فى بلدك وبين أهلك، فنحن والشعب الأثيوبى كما تقول شواهد التاريخ القديم والحديث مصير واحد يرويه نهر عظيم كريم، يجب ألا يتحول الى مادة للخلاف والصراع، بل وسيلة لمزيد من النماء فى العلاقات والتنمية لمصلحة شعبى اثيوبيا ومصر والشعوب المجاورة. وعلى المسئولين فى البلدين مسئولية التوصل الى حلول مبتكرة مبدعة للمشاكل التى يمكن أن تلوث مجرى العلاقات المصرية الإثيوبية، فمجالات التعاون المثمر بين البلدين فسيحة وواعدة.
نقلا عن الاهرام القاهريه