بقلم - أسماء الحسينى
لم يكن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس السودانى عمر البشير على هامش قمة أديس أبابا مفاجئا، وانما كان أمرا حتميا لوضع حد للتدهور الحاد الذى أصاب العلاقات المصرية السودانية أخيرا.وكان توجيه الرئيسين باجتماع وزيرى الخارجية ومسئولى الأمن القومى فى البلدين من أجل الاتفاق على خريطة طريق تعيد العلاقات بين البلدين الى مسارها التاريخى الطبيعى أمرا مهما، بعد ما طفا على سطح تلك العلاقات من تصريحات وتصرفات انحرفت بها عن مسارها الأصيل. ان الاجتماع الرباعى بين مسئولى البلدين فى أرض الكنانة غدا يعد استجابة رئاسية لإرادة شعبين ارتضيا العيش معا منذ فجر التاريخ، ونأمل أن يقطع هذا الاجتماع الطريق على كل محاولات العبث بالعلاقات المصرية - السودانية، وان يخرجها من عنق الزجاجة الى آفاق رحبة من الاحترام والتفاهم والتفاعل والتعاون. وعلى أعضاء اللجنة الرباعية من البلدين التزام أعلى درجات التجرد والصراحة والحرص على أن يكون القادم فى مستقبل علاقات البلدين أفضل من واقعها الحالي، الذى يعد فترة استثنائية، ندعو الله أن يطوى صفحتها بأيدى المخلصين فى البلدين. ان مواجهة الملفات العالقة بصراحة وشجاعة ونوايا طيبة هو الطريق الوحيد لنجاح الاجتماع الرباعى والعلاقات بين البلدين، ومن بين هذه الملفات: التصريحات غير المسئولة، والحملات الاعلامية الموتورة، وملف الأمن بين البلدين، والأمن الاقليمي، وملف المياه، والخلاف الحدودي، والحريات الأربع، وتطوير التكامل الاقتصادي. والحقيقة انه لايوجد بين مصر والسودان ما يستعصى على الحل، اذا خلصت النوايا وتوافرت الإرادة السياسية، للحفاظ على العلاقات الشعبية، التى هى أثمن ما فى وادى النيل، فلا أرض تساوى قيمة هذه العلاقات ولا أجندات سياسية مهما بلغت طموحاتها تدانى عظمة علاقات الشعبين
عن الاهرام القاهريه