بقلم - أسماء الحسينى
لم يكن اختيار القمة الأفريقية الـ 30 شعار مكافحة الفساد عنوانا لها ترفا أو اختيارا عشوائيا، فلقد أدرك الاتحاد الأفريقى أن فتح هذا الملف أصبح ضرورة أخلاقية واجتماعية واقتصادية وتنموية، فهذه القارة التى حباها الله بكافة الموارد الطبيعية والبشرية بتنوع ثرى من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ما زالت ترزح تحت وطأة اشكال متعددة من الفساد، ليس أسوأها الفساد المالى، فهناك ايضا الفساد الإدارى الذى لا يقل خطورة عن الفساد المالى، وهناك أيضا الفساد السياسى، والفساد المجتمعى.
وتشير الأرقام المعلنة إلى أن حجم الفساد فى أفريقيا يصل إلى 50 مليار دولار سنويا، ولكن فى حقيقة الأمر فإن حجم الفساد الحقيقى يقدر بمئات المليارات سنويا، وما يتم ضبطه هو فقط قمة جبل الجليد، وما خفى من الفساد فى أفريقيا كبير جدا.
إن تبنى القمة الأفريقية لهذا الشعار هو بداية الطريق فى مسيرة لا تقل أهمية عن مسيرة الاستقلال من الاستعمار، ولن تكون مهمة سهلة أو يسيرة، لأن الفساد فى الدول الأفريقية ضارب بجذوره فى معظم أرجاء الدول الأفريقية، ومرتبط بشبكات عالمية، كما تحمى الفساد أنظمة وشخصيات محلية.
وتحتاج مقاومة الفساد إلى تطوير آليات وأنظمة الحكم وتوافر الإرادة السياسية والمجتمعية والوعى بقدسية المال العام، وأن العبث بمقدرات وثروات الشعوب لا يقل جرما عن الخيانة والإرهاب، وتقع على المنظمات والقوى الدولية مسئولية دعم نظم الحكم فى أفريقيا من أجل التحول نحو الحكم الرشيد وإعلاء معايير النزاهة والشفافية والمسئولية والمحاسبة.
نقلا عن الاهرام القاهريه