بقلم : أسماء الحسينى
إنها الفرصة الأخيرة لإنهاء الصراع فى جنوب السودان للوصول لاتفاق سلام..هذا هو لسان حال الأطراف الإقليمية والدولية، التى تطلق ما يشبه التحذير الأخير للقوى الجنوبية التى ستواجه عقوبات دولية فى حال عرقلتها للتسوية السلمية، وكان مجلس الامن قد تبنى قرارات بعقوبات على أطراف جنوبية بينها مسئولون سابقون.
لا شك أن الهوة مازالت واسعة بين فريقى الرئيس سلفاكير وخصمه ونائبه السابق رياك مشار بسبب أعمال العنف والانتهاكات الواسعة التى ارتكبت منذ اندلاع الحرب بينهما فى ديسمبر من عام 2013، والتى ولدت مرارات وأحقادا ورواسب عميقة وفقدان ثقة بين الطرفين على مستويات متعددة، ولا شك كذلك أن الحرب بين الفريقين أصبحت ذات أبعاد معقدة، وقد كانت عملا انتحاريا مدمرا بكل معنى الكلمة، وتستلزم جهودا جبارة لمعالجة تداعياتها الكارثية. وما زاد من تعقيدات تلك الحرب التدخلات الإقليمية والدولية، حيث أصبح الجنوب ساحة حرب بالوكالة لأطراف خارجية، واليوم تسعى عواصم الإقليم لدفع عجلة السلام فى الجنوب، والسودان لديه رغبة ملحة فى وقف الحرب فى الجنوب والعمل معه لاستئناف ضخ البترول الذى تستفيد الخرطوم من مروره عبر ميناء بورسودان. وفى الغالب قد تؤدى الوساطات والضغوط الدولية إلى حل ما يعيد الاستقرار للجنوب، لكن هذا الحل سيبقى فى حال التوصل إليه هشا ومؤقتا ومعرضا للانهيار مجددا فى اية لحظة، والعودة مجددا للصراع والنزاع والتدمير الذاتى، مالم يكن هناك عمل جاد لبناء الدولة الوطنية فى جنوب السودان، وبناء مؤسسات الدولة على أساس وطنى وليس قبليا، وهذا الأمر يحتاج إلى قيادات ونخب تغلب مصلحة الوطن على مصالحها الشخصية.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع